responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الشيخ الخواجوئي    جلد : 1  صفحه : 74

بعد فنائه، و مع ذلك فهو مخالف لكثير من الآيات و الروايات الدالّة على بقائها بعد خرابه ما دامت في عالم البرزخ. أو علىٰ أنّه يقول ببقائها مدّة البرزخ، كما يظهر منه في بعض كتبه حيث قال: حضور النبيّ (صلى الله عليه و آله) و الأئمّة (عليهم السلام) عند الموت ممّا قد وردت به الأخبار. إلى أن قال: و يمكن أن يكون حضورهم بجسد مثالي لطيف لا يراه غير المحتضر، و ستأتي الأخبار في سائر الموتى أنّ أرواحهم في البرزخ متعلّق بأجساد مثاليّة، و أمّا الحيّ من الأئمّة (عليهم السلام) فلا يبعد تصرّف روحه لقوّته في جسد مثاليّ أيضاً [1]، انتهى. و لكنّه يقول بفنائها عند النفخة الأُولى أو بعدها، و هو أبعد من سابقيه؛ لأنّه مع كونه خرقاً للإجماع المركّب فإنّ من جوّز إعادة المعدوم جوّز فناءها بفنائه، فهو لا يقول ببقائها بعد فنائه، ثمّ بفنائها بعد مدّة من فنائه يخالف كثيراً من الأخبار الدالّة على أنّها إذا فارقت البدن فهي باقية: أمّا منعَّمة أو معذّبة، إلى أن يردّها اللّٰه تعالى بقدرته إلى بدنها، و قد ذكرنا نبذاً من تلك الأخبار مع قول بعض الأخيار في الرسالة [2]. بل يظهر من بعضها و قد سبقت إليه الإشارة أنّ أجساد نبيّنا و أوصيائه (صلوات اللّٰه على أرواحهم و أجسادهم) تبقى إلى يوم القيامة من غير أن تصير رميماً و رفاتاً، مع أنّه (قدس سره) قد صرّح في كلامه المنقول منه آنفاً أنّ الأرواح في البرزخ تتعلّق بالأجساد المثالية و أسنده إلى الأخبار، و قد ورد في غير واحد منها أنّ البرزخ عبارة من القبر حين الموت إلى يوم القيامة و هو يوم البعث؛ لقوله تعالى: «وَ مِنْ وَرٰائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ» [3] و بعده بلا خلاف لا موت و لا فناء لشيء من الأرواح، فكيف يسوغ له القول بأنّه تعالى يفني الأشياء جميعاً ثمّ يوجدها؟ و اعلم أنّه (قدس سره) قد صرّح في شرحه على الكافي في كتاب العقل بأنّ تجرّد النفس لم يثبت لنا من الأخبار، بل الظاهر منها ماديّتها كما بيّناه في مظانّه.


[1] بحار الأنوار 6: 201.

[2] أي: رسالة هداية الفؤاد.

[3] المؤمنون: 100.

نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الشيخ الخواجوئي    جلد : 1  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست