responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الشيخ الخواجوئي    جلد : 1  صفحه : 71

و نسوا ذلك، و ذلك يؤّدي إلى الجهل، و إلى صحّة مذهب التناسخيّة، لأنّ من أقوى الدليل في الردّ عليهم أنّ النفس المتعلّقة بهذا البدن لو كانت منتقلة إليه من بدن آخر لزم أن يتذكّر شيئاً من أحوال ذلك البدن؛ لأنّ محل العلم و التذكّر إنّما هو جوهر النفس الباقي كما كان، و اللازم باطل. فلهم أن ينقضوه بقصّة العهد و الميثاق، و يقولوا: لا واقعة أعظم من هذه الواقعة، و لا محفل أجمع من هذا المحفل الذي جمع فيه الخلائق أجمعين، و لا يجد إنسان منهم من نفسه تذكّر شيء من هذه الواقعة أصلًا. بل ينكره غاية الإنكار، إلّا أن يقال: امتناع التناسخ إنّما يتمّ بالدليل النقلي لا بالدليل العقلي، و الدليل النقلي لا يشمل تلك الصورة، و فيه نظر. و أمّا ادّعاء الصوفيّة تذكّره و بقاء لذة الخطاب في آذانهم كما أشار إليه صاحب عرائس البيان [1] بعد كلام: و يقال: كاشف قوماً حال الخطاب بجماله، فطرحهم في هيجان حبّه، فاستكتب نجاتهم في كوامن أسرارهم، فإذا سمعوا اليوم سماعاً تجدّد لهم تلك الأحوال و الانزعاج الذي يظهر منهم لتذكّر ما سلف لهم من العهد القديم، فهذيان عند أهل الأديان، كدعواهم أنّا نستمع حال الرقص و السماع من حور مقصورات في خيام الجنّة و نجامعهنّ جامع وطي، فاذا صاروا مغشيّاً عليهم وقت السماع و الطرب اغتسلوا غسل جنابة بعد أن أفاقوا. و أمّا ثامناً: فلأنّ تلك الذرّات المسئولة غير أزليّة، و السؤال لم يكن في الأزل، و إنّما كان: إمّا في عالم الأرواح الصرفة، أو وقت تخمير الطينة قبل خلق آدم منها، أو كان بعد خلق آدم منها حين أخرجهم من صلبه و هم ذرّ يدبّون يميناً و شمالًا، أو كان فيهما جميعاً كما يفهم من الأخبار المذكورة في الكافي [2]. و لعلّه اشتبه عليه عالم الذرّ فظنّ أنّ المراد به الأزل، و ليس كذلك، بل المراد به أحد الأخيرين أو كلاهما، فلا تغفل.


[1] هو كتاب عرائس البيان في حقائق القرآن للشيخ روزبهان بن أبي النصر البقلي الشيرازي المتوفّى سنة (606) و هو تفسير على طريقة أهل التصوّف.

[2] أُصول الكافي 2: 6 8.

نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الشيخ الخواجوئي    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست