responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثلاث رسائل نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 58

و لكن من الطبيعي أن يكون رأيهم هو أنّ الآية: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها يعني إلّا ما لا يكون حرجياً عليها. و إذا حملنا هذه الآية على‌ هذه المعنى‌ فستدرج ضمن أدلّة نفي الحرج. و لكن هذه الآية لا تدلّ على‌ هذا المعنى‌، و الدليل على‌ ذلك هو الفقرة التي تبعت قوله تعالى: رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً... و هي قوله: رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ‌ هذه الفقرة من الآية تعرّض مسألة اخرى‌ غير مسألة الإصر و غير مسألة الحرج، فمسألة الحرج و مسألة الإصر صيغتا بصورة دعاء. و السؤال الآن: ما ذا يريد رسول اللَّه (صلى الله عليه و آله) بدعائه هذا: رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ‌؟ هل يريد أن يقول: لا تحمّلنا ما تقصر عنه قدرتنا العقلية؟ هذا الأمر يقرّ العقل بقبحه، و هو قبيح بالنسبة للأشخاص العاديّين، فكيف لا يكون قبيحاً بالنسبة للَّه تعالى؟ و إذا أراد اللَّه أن يكلّف الإنسان بما لا يقدر عليه، فما هو المبرّر لهذا الدعاء:

رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ‌ بعد بيان مسألة الحرج و مسألة الإصر؟ و من جهة اخرى‌ لا يمكن أن تطرح مسألة القدرة العقليّة و عدّها في هذا الخصوص، لأنّها لا تشكّل دليلًا محكماً لوجود معنى‌ جديد يقع برزخاً بين الحرج و عدم القدرة الفعليّة، أو فقل درجة تتوسّط بينهما. و سأذكر العنوان الذي يدخل هذا المعنى‌ في إطاره، كما سأذكر الشواهد التي تؤيّده فيما بعد. و الآن نتساءل هل يمكن أن نستفيد من نفس الآية على‌ أنّ قوله تعالى: ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ‌ و كذا كلمة وُسْعَها التي طرحت في صدر الآية، لا يدلّان على‌ مسألة الحرج، بدليل أنّ هذه الفقرة من الدعاء رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً بعيدة عن مفهوم الحرج؟ هذا من جهة. و من جهة اخرى‌ فإنّ الدعاء: رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ‌ غير ناظر

نام کتاب : ثلاث رسائل نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست