و أمّا الثاني: فالضرر و إن كان من ناحية الوضوء لأجل أنّه فعلٌ اختياريّ، لكن إرادة العبد حيث إنّها محكومة لإرادة اللَّه، فإرادة اللَّه تعالى في سلسلة العلل، فهي سببٌ تامّ لذلك الضرر، و في هذه الصورة لا تلزم المجازيّة أيضاً [1]. انتهى ملخّصاً.
أقول: قد تقدّم تصريح الشيخ الأعظم (قدس سره): بأنّه ليس حقيقة، نعم صرّح شيخنا الحائري: بأنّه استعمال حقيقي، و كذلك العراقيّ بتقريبات متقاربة، و هو خلاف التحقيق.
أمّا ما أفاده الميرزا النائيني (قدس سره) فإنّه يرد عليه:
أوّلًا: أنّه إن أراد عدم التجوُّز في الكلمة فهو صحيح.
و إن أراد أنّه لا مجازيّة فيه أصلًا؛ حتّى في الإسناد بنحو الحقيقة الادّعائيّة؛ لما ذكره في وجهه.
ففيه: أنّ ما ذكره في وجه عدم التجوّز فيه- من أنّ الجملة الخبريّة و الإنشائيّة من المداليل السياقيّة، و لم يوضع لها لفظٌ- غيرُ صحيح؛ لأنّه لا إشكال في أنّ هيئة مثل «اضرب» و نحوه ليست مهملة بل موضوعة، و حينئذٍ فإن أراد أنّ بين الإنشاء و الإخبار جامعاً استُعملت الهيئة في مثل «بعتُ» و «أنكحت» فيه، و لذا قد يفهم منها الإنشاء، و قد يستفاد منها الإخبار، ففيه: ما تقدّم سابقاً من أنّ معنى الإنشاء و الإخبار من المعاني الحرفيّة لا جامع بينهما، مضافاً إلى أنّ الإنشاء إيقاع و إيجاد، و الإخبار حكاية، و لا جامع بينهما.
لا يقال: إنّ الهيئة موضوعة لمطلق الإسناد؛ لأنّه يقال: إن اريد بالإسناد