و منها الواردة في المبدأ تعالى و أوصافه، مثل: «وَ جاءَ رَبُّكَ وَ الْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا»[1] و «الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى»[2]،
و في الصحيح أنّه تعالى قال: (ما تردّدتُ في شيءٍ أنا فاعله كتردّدي في قبض روح عبدي المؤمن)
[3]، و أمثال ذلك، فلا يمكن تنزيلها على الفهم العرفي و الاعتماد و الأخذ بظاهرها؛ لاستلزامها المحال، فلا بدّ من تفسيرها بمبادٍ عقليّة و تأويلها أو ردّ علمها إلى أهلها.
و من ذلك ما ورد: من أنّ علمه تعالى عينُ ذاته [4]، و لكنّه أراد بعد ما لم يُرِدْ، فإنّ مقتضى ظاهرها وقوع ذاته المقدّسة مَعرض الحوادث، و يلزم منه ما ذكرنا من المحذور المحال، بل الأفعال صادرة منه تعالى بإرادة هي عين ذاته و في مرتبتها، و عن علم و شعور هو عين ذاته، و بقدرة هي عين ذاته، لا بإرادة زائدة عن ذاته؛ لينقل الكلام إليها، فنقول: إنّ إرادة النفس بوجه بعيد غاية البعد هكذا، فإنّ للنفس نحوين من الفعل:
أحدهما: ما يصدر منها بوسائط الآلات، مثل شرب الماء، فإنّه يتحقّق بتحريك العضلات و بسط اليد و قبضها مثلًا.
و ثانيهما: ما يصدر منها بلا واسطة آلة، بل النفس خلّاقة له بلا واسطة و بالاختيار، و هذا مثل إيجادها للصور الذهنيّة و الخياليّة أو إيجادها التفاصيل في