responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنقيح الأصول نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 3  صفحه : 260

قوله تعالى‌: «لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها» [1]، لكن تقدّم أنّه قد فسّر في بعض الأخبار بالإقدار و إعطاء القوّة و حينئذٍ فمفادها مساوٍ لقوله تعالى‌: «لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها» فإنّ الظاهر أنّ المراد بالإيتاء في هذه الآية- أيضاً- ذلك، و حينئذٍ فإطلاق الآية يشمل اصول العقائد و الأحكام الفرعية؛ و إن تُمسّك بها في اصول العقائد.

و أمّا المعرفة فهي غير العلم، فإنّه لا يعتبر في تحقّق العلم الاطّلاع على خصوصيّات المعلوم، بخلاف المعرفة، فيمكن حصول العلم من الأدلّة العقليّة على وجود الصانع للعالم و عدم حصول المعرفة به تعالى‌، و على أيّ تقدير يمكن التمسُّك بهذه الرواية على البراءة مع قطع النظر عن الجمل التي بعدها.

لكن يشكل على ما ذكرناه- من أنّ المراد من التعريف هو تعريف الأحكام- قوله (عليه السلام):

(ثمّ أرسل إليهم رسولًا ...)

إلخ، و حينئذٍ فيحتمل أن يريد بالإيتاء الإقدار و إعطاء القوّة، و من التعريف فطرة اللَّه التي فطر الناس عليها، و عليه فالرواية أجنبيّة عن ما نحن فيه.

لكن يُبعّد هذا الاحتمال أنّ ظاهر الرواية- بملاحظة ذكر «ثمّ» العاطفة التي هي للانفصال- أنّ اللَّه تعالى‌ احتجّ على العباد بعد الإقدار و إعطاء الفطرة، ثمّ أرسل رسولًا بعد الاحتجاج، و أنزل الكتاب، و هو غير مستقيم.

و أيضاً لا مناسبة بينه و بين الفقرات التي بعدها، و حينئذٍ فيحتمل أن يكون «ثَمّ»- بفتح الثاء- أي من ثَمّ و لأجل ذلك أرسل إليهم رسولًا، و أنّ المراد بالإيتاء و التعريف ما يشمل بيان الأحكام- أيضاً- و يصير المعنى- حينئذٍ- أنّ اللَّه يحتجّ على العباد بما أقدرهم و بيّن الأحكام لهم، و من أجل ذلك أرسل رسولًا و أنزل الكتاب، و يحتمل أنّ المراد من الجملة الاولى هو أنّ مشيّة اللَّه و عادته الأزليّة جرت‌


[1]- الطلاق (65): 7.

نام کتاب : تنقيح الأصول نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 3  صفحه : 260
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست