الأخيرة- و هي الحسد، و الطيرة، و التفكّر في الوسوسة في الخلق- بنحو آخر، فيلزم الاختلاف في سياق الحديث الشريف.
و اعترف المحقّق الخراساني و العراقي 0 بالإشكال، و أجابا عنه: بأنّ المرفوع في الكلّ هو العنوان الواقعي بقرينة الأربعة المذكورة [1].
و هو ليس بشيء. و التحقيق في الجواب: هو أنّ المتبادر عرفاً من رفع الخطاء و النسيان هو أنّ المرفوع هو ما أخطئوا فيه و المنسيّ، كما هو المتبادر منهما في المحاورات العرفيّة، مع عدم التفاتهم إلى نفس عنوان الخطاء و النسيان، و حينئذٍ فالرفع فيهما على نسق الرفع في «ما لا يعلمون» و أخواته، و أنّ المرفوع هو العنوان الذي يتعلّق به الخطاء و النسيان و الاضطرار باعتبار الآثار المترتّبة عليه، لا آثار النسيان و الخطاء.
و بالجملة: عنوان الخطاء و النسيان اخذا مرآتين إلى ما يتعلّقان به، و ليس نفس الخطاء و النسيان منظوراً فيهما للمتكلّم، و لا متبادران عند المخاطب، و حينئذٍ فيندفع الإشكالان المذكوران كلاهما.
و يدلّ على ذلك: أنّه (عليه السلام) عبّر في رواية اخرى [2] ب
(ما أخطئوا به)
، و أنّه لم يتعرّض أحد من المفسّرين في قوله تعالى: «رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا ...»[3] الآية، لذلك.
فإن قلت: فعلى هذا فما السرّ في التعبير في الحديث الشريف بالخطاء و النسيان، و في «ما لا يعلمون» و أخواته بالموصول؟
قلت: لعلّه اتّباعاً لكلام اللَّه تعالى؛ حيث قال: «رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ