نام کتاب : تكمله أمل الآمل نویسنده : الصدر، السيد حسن جلد : 5 صفحه : 232
ذلك بتكميل مراتب التقوى، و بتحسين الأخلاق و المجاهدات، حتّى منحه اللّه سبحانه حالات شريفة، و عرضت له كرامات منيفة لا أرى ذكرها.
ثمّ سافر إلى بلاد العجم لما كان يبلغه من اشتياق والدته، و قدم أصفهان، و قعد مكان والده في البحث و التدريس و إقامة الجماعة في المسجد المتقدّم ذكره، يعني المسجد الأعظم المعروف بمسجد الشاه.
و أول ما اهتمّ به في تلك الأوقات إقامة الحدود الشرعية، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و أكثر من إقامة الحدود، و تعجّب من ذلك الأهالي، فإنها كانت قد انقطعت بعد فوت سميّه حجّة الإسلام الرشتي، فبالغ الشيخ فيها، و جعل في داره أمكنة معدّة لحبس السكارى، و مستحقّي الحدود من الرجال و النساء، و عيّن جماعة لإحضارهم، و أخرى لمباشرة إقامة الحدود، و غير ذلك.
فصعب ذلك على أرباب الكبائر، و كانوا في غاية الكثرة، و اشتكوا عند مقرّب الخاقان حاكم أصفهان، فتشرّف الحاكم بزيارة الشيخ في داره، و سأله ترك ذلك، فامتنع الشيخ، و كثر بينهما الكلام حتّى قال الحاكم: أنا مأمور من السلطان أن أمنع من ذلك.
فقال الشيخ: أنت مأمور من سلطانك بأن تمنع، و أنا مأمور من سلطاني أن لا أدع ذلك. فامتثل ما أمرك به سلطانك، و أمتثل ما أمرني به سلطاني.
فتعجّب الحاكم من هذا الكلام، فقال: و من سلطانك؟فقال الشيخ: صاحب الزمان (عجّل اللّه فرجه) .
فارتعدت فرائص الحاكم من ذلك، و جعل اللّه في كلام الشيخ أثرا عجيبا، فقال الحاكم: أيها الشيخ امض على ما أمرك به سلطانك، و لا
نام کتاب : تكمله أمل الآمل نویسنده : الصدر، السيد حسن جلد : 5 صفحه : 232