responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تكمله أمل الآمل نویسنده : الصدر، السيد حسن    جلد : 5  صفحه : 202

فعلم أن الإقدام على مثل ذلك ما نشأ إلاّ من زيادة الغرور بالاعتقاد في النفس زيادة الفضل و الكمال و التمييز عن الغير ممّن تقدّم و تأخّر، و هذا لا يصدر من أهل التقوى و الصلاح، و ممّن يخاف اللّه في القدح في حق العلماء، و هضم حالهم و نسبتهم إلى غير ما هو فيهم، و هو أقبح قبيح في العقل، فضلا عن الشرع.

حتّى وصل رحمه اللّه في كثرة افتخاره و مدح نفسه إلى التشبّث في ذلك بالمنامات الخيالية، و الهذيانات القشريّة، و بالغ في مدح نفسه بالمعرفة و التحقيق، و عدم وصول أحد من العلماء إلى ما بلغه من التّدقيق، و أنه اختصّ من اللّه و من الأئمّة بما لم يحصل لأحد غيره، و قد تفرّد باعتقاد أمور خارجة عمّا علم ضرورة من دين الشيعة، لأنها لم يسبق لأحد قبله القول بها، بل بعضها ممّا اتفق عليها المخالف و المؤالف، و هي واضحة الفساد، و لكن ربّما إذا رآها جاهل أو غافل اعتقدها حقّا، فساء ظنّه بالسلف، و اعتقد أنهم مضوا على الخطأ و الغفلة، بل تغيّر اعتقاده في هذا المذهب، حيث أن جملة علمائه كانوا على غير الصواب، و لم يوفّقهم اللّه تعالى للخروج من هذه الضلالة، فلزم علينا عند ذلك تتبّعنا ما تيسّر تتبّعه، و أجبنا عنه بمؤلّف سمّيناه بالشواهد المكّية في مداحض حجج الخيالات المدنيّة [1] . انتهى موضع الحاجة.

و أنا قبل أن أقف على كتابة سيدنا الجدّ، كتبت كتاب قاطعة اللجاج في إبطال طريقة أهل الاعوجاج، و زيّفت جميع كلماته و كلمات أهل نحلته، بما لا مزيد عليه، و الحمد للّه رب العالمين، مثل الشيخ عبد اللّه بن صالح السماهيجي البحراني في منية الممارسين، و المولى محسن الكاشاني في طريق النجاة، و المحدّث الشيخ الحرّ في الفوائد الطوسيّة،


[1] الشواهد المكيّة/27-28، مع بعض الاختلاف في الألفاظ.

نام کتاب : تكمله أمل الآمل نویسنده : الصدر، السيد حسن    جلد : 5  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست