و توضيحه ان الاقوال في تصوير التثنية و كذا فى الجمع ثلاثة عند اهل الادب.
الاول- ان يكون وضعهما وضع الجوامد بمعنى انه كما ان لفظ الرجل يدل على ذات واحدة فكذلك لفظ الرجلان موضوع على اثنين منها وضعا جامدا و كذلك الجمع.
الثانى- ان وضعهما بنحو يكون المادة دالة على نفس الطبيعى و الالف و النون قرينة على ارادة فردين من الطبيعة في التثنية و الواو و النون قرينة على ارادة ثلاثة افراد او اكثر من الطبيعة فى الجمع.
الثالث- ان يكون المادة دالة على نفس الطبيعى و بدال آخر و هو الالف و النون و الواو و النون على التثنية و الجمع.
و التحقيق:
ان التقريب الاول و الثانى خلاف ارتكاز اهل المحاورة.
و اما الثالث فانه و ان كان كذلك إلّا ان المقصود ارادة فردين من طبيعة واحدة في التثنية لا فردين من طبيعتين مثل طبيعة الباكية و طبيعة الجارية من لفظ عينين مع كون مقصود القائلين في استعمال اللفظ فى الاكثر هو الاخير و هو خلاف مقتضى وضع اهل الادب فلا يرتفع قائلة استعمال اللفظ في الاكثر من معنى واحد.
(و اعلم) ان استعمال التثنية و الجمع فى الاعلام الشخصية مثل زيدان و زيدون مع كونها متباينة الذات فهو باعتبار وجود جهة جامعة بين الافراد و هى المسماة بلفظ زيد.
(فتلخص الكلام) ان المختار هو عدم جواز الاستعمال فى اكثر من معنى لان اللفظ مرأة للمعنى و النظر الى اللفظ آلى و فى المعنى استقلالى، فيكون المتكلم غافلا عن اللفظ بالمرة و الى المعنى ينظر تمام النظر، و بهذا الترتيب لا يمكن ان يكون له لحاظ آخر آلى الى اللفظ و لحاظ آخر استقلالى الى المعنى، و