نام کتاب : تفسير جوامع الجامع نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 366
و «جَعَلَ اَلظُّلُمََاتِ وَ اَلنُّورَ» و «جعلناكم أزواجا» [1] ، و المعنى أنّه «خَلَقَ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضَ» و ما اشتملا عليه من أجناس المخلوقات و أنشأ اللّيل و النّهار و ما لا يقدر عليه سواه؛ «ثُمَّ» إنّهم «يَعْدِلُونَ» بما لا يقدر على شىء منه، و هذا استبعاد لفعلهم؛ }و كذلك «ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ» استبعاد لأن يمتروا فيه [2] بعد أن ثبت أنّه محييهم و مميتهم و باعثهم؛ و قوله: «ثُمَّ قَضىََ أَجَلاً» معناه كتب و قدّر أجلا يعنى أجل الموت؛ «وَ أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ» أجل القيامة؛ و قيل: الأجل الأوّل ما بين أن يخلق إلى أن يموت و الثّاني ما بين الموت و البعث.
«فِي اَلسَّمََاوََاتِ» متعلّق بمعنى اسم اللّه كأنّه قيل: و هو المعبود فيهما؛ و مثله قوله: «وَ هُوَ اَلَّذِي فِي اَلسَّمََاءِ إِلََهٌ وَ فِي اَلْأَرْضِ إِلََهٌ» أو [3] هو المعروف بالإلهيّة أو المتوحّد بالإلهيّة فيهما؛ و على هذا فقوله: «يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَ جَهْرَكُمْ» تقرير له لأنّ من استوى في علمه السّرّ و العلانية هو اللّه وحده؛ و يجوز أن يكون «هُوَ» ضمير الشّأن و «اَللََّهُ ...
يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَ جَهْرَكُمْ» مبتدءا و خبرا [4] و «فِي اَلسَّمََاوََاتِ» يتعلّق ب «يَعْلَمُ» ؛ و يجوز أن يكون «فِي اَلسَّمََاوََاتِ» خبرا بعد خبر على معنى أنّه اللّه و [5] أنّه في السّموات و الأرض بمعنى أنّه عالم بما فيهما لا يخفى عليه شىء منه فكأنّ [6] ذاته فيهما؛ «يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَ جَهْرَكُمْ» خبر ثالث أو كلام مبتدأ بمعنى هو يعلم سرّكم و جهركم [7] ؛ «وَ يَعْلَمُ مََا تَكْسِبُونَ» من الخير و الشّرّ و يثيب عليه و يعاقب؛ }و «مِنْ» فى قوله: «مِنْ آيَةٍ» للاستغراق و [8] فى «مِنْ آيََاتِ رَبِّهِمْ» للتّبعيض أي و ما يظهر لهم دليل من الدّلائل الّتى يجب فيها النّظر و بها يحصل
[1]هكذا في النسخ و الكشاف، و الظاهر من سياق العبارة ان هذه الجملة من آيات القرآن الكريم، و لكنى لم أجدها بهذه الصّورة فيه، و ما وجدته فيه هو قوله-تعالى-: «وَ خَلَقْنََاكُمْ أَزْوََاجاً» (سورة النبأ آية 8) .