responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحقيق الأصول نویسنده : الحسيني الميلاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 176

علّةٍ، في أصل وجوده، و في خصوص تبادر هذا المعنى المعيَّن من هذا اللّفظ المعيَّن، فما هي تلك العلّة؟

إن العلّة لا تخلو عن الرابطة الذاتيّة بين اللّفظ و المعنى، أو القرينة، أو الرابطة الوضعيّة. أمّا الاولى فغير معقولة، لأن دلالة الألفاظ على معانيها جعليّة و ليست بعقلية و لا طبعيّة، و أمّا الثانية فمنتفية، لأن المفروض عدم دخل القرينة في الانسباق، فتبقى الثالثة، و تكون النتيجة كشف التبادر عن الوضع، فهو علامة للمعنى الحقيقي للمستعلم.

المناقشة

لقد كان مبنى هذا الوجه هو الكشف الإنّي، لكنّ التبادر أمر نفساني، و العلقة الوضعيّة بين اللّفظ و المعنى أمر اعتباري، و قد سبق أن حقيقة الوضع هو التعهّد، أو جعل اللّفظ وجوداً للمعنى، أو تخصيص اللّفظ بالمعنى، أو اعتبار الملازمة بين اللّفظ و المعنى، أو جعل اللّفظ علامة للمعنى.

فالوضع- على كلّ تقدير- أمر حاصل في الخارج، و هو معلوم تارةً و مجهول اخرى، و إذا كان الوضع علّةً للتبادر لزم أن يكون الأمر الخارجي علّةً للأمر الذهني، و قد تقرّر في محلّه أن الموجود الخارجي لا يمكن أن يكون مؤثّراً في الوجود الإدراكي.

على أنه لو كان التبادر معلولًا للوضع، فإنه لا بدّ من وجوده، سواء علم بالوضع أو لا، لأنه أثر الوضع.

فثبت أن التبادر ليس معلولًا للوضع و كاشفاً عنه، بل هو معلول للعلم بالوضع.

فالذي أفاده التبادر هو العلم بالوضع لا الوضع، نعم يكون للوضع أثر

نام کتاب : تحقيق الأصول نویسنده : الحسيني الميلاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست