و قال لها الحسين (عليه السّلام): قديما هتكت أنت و أبوك حرمة رسول اللّه و ستر حجابه، و ادخلت عليه من لا يحب، و لعمري لقد ضربت لإبيك و فاروقه عند أذن جدي رسول اللّه المعاول، و قد قال تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ[4] و ما رعيتم ما أمر اللّه تعالى في كتابه على لسان نبيه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) أن اللّه قد حرم من المؤمنين أمواتا ما حرم منهم أحياء، و بماذا يا عائشة لو أن هذا الذي كرهتيه من دفن الحسن (عليه السّلام) عند جده رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) جائز فيما بيننا و بين اللّه عز و جل لعلمت أنه سيدفن و أن رغم معطسك، ألا و إن اللّه تعالى سائلك عن ذلك، و اللّه إن أخي أمرني أن أقربه من جده رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) ليجدد به عهدا، و أعلمي أن أخي أعلم الناس باللّه عز و جل و بجده رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم)، و أعلم بتأويل كتاب اللّه من أن يهتك على جده رسول اللّه حجاب ستره، و اللّه لو لا عهد عهده اليّ بحقن الدماء، و أن لا أهرق في أمره محجمة دم لعلمتم كيف كانت تأخذ سيوف اللّه منكم أخذها، و قد نقضتم العهد بيننا و بينكم، و أبطلتم ما اشترطنا لأنفسنا عليكم [5].
ثمّ قال لها محمد بن الحنفية رضى اللّه عنه: يا عائشة لنا منك يومان، يوم على الجمل الأحمر، و يوم على البغلة الشّهباء، إنما تملكين نفسك و لا تملكين برأي سديد في الأرض، فاستخف بك الدني الأسفل، رديء الأصل، فأسست العداوة و شيدت بنيان ... [6] لبني هاشم.