فقالت: فمن أنت يا ابن الحنفية، ثكلتك أمك تكلم بما يعنيك، و اترك الفواطم فيما يعنيهم‌ [1] فمن اين أنت و الفواطم؟

فقال لها الحسين (عليه السّلام): بما ذا تبعدين محمدا من الفواطم، فو اللّه لقد ولدته ثلاثة فواطم، فاطمة بنت عمران بن عائذ بن عمرو بن مخزوم‌ [2]، و فاطمة بنت أسد بن هاشم، و فاطمة بنت زائدة بن الأصم بن رواحة بن حجر بن [عبد] معيص بن عامر [3].

فقالت: قد قلت لكم نحوا ابنكم، فإنكم قوم خصمون.

فمضى به الحسين (عليه السّلام) إلى جدته فاطمة بنت أسد و دفنه تجاهها شاما مواجها إلى ربة بنت وهب متوسطا من البقيع.

قال جدي حسن المؤلف طاب ثراه: و لعل أن يكون قبره (عليه السّلام) في أول مقابر بني هاشم التي في دار عقيل بالروحاء مقابل حمام أبي قطيفة في الركن الغربي قبلة، و لما توفي زين العابدين (عليه السّلام) دفن خلفه، ثمّ ابنه محمد الباقر بن علي (عليه السّلام) تحت رجلي الحسن (عليه السّلام)، ثمّ دفن جعفر الصّادق خلف أبيه و رأسه تحت رجلي جده، فالحسن و الباقر مما يلي القبلة، و علي زين العابدين و الصّادق خلفهما شاما، ثمّ وضع على الجميع صندوقا، و جعل على كل ركن من أركانه علامة مرتفعة لبيان انفصال القبور عن بعضها.

الفصل العاشر [4] في ذكر أزواج أبي محمد الحسن السّبط (عليه السّلام) و حرائره‌

قال الشّيخ جمال الدين بن المطهر الحلي (رحمه اللّه) في روضة الناظرين‌ [5]: روى أن الحسن (عليه السّلام) تزوج تسعين حرّة، و نكح من الإماء ثلاثا و ستين أمة، ثمّ أعتقهن أحرارا. و ذلك لما روى عن رسول اللّه‌

[1]. في الأصل: فيما يعنيك، و صوبناه حسب مقتضى السّياق.

[2]. في الأصل: فاطمة بنت عمران بن عائذ بن عمر بن مخزوم، و صوبناه من البحار 44/ 144 و الكافي 1/ 300- 302.

[3]. في الأصل: فاطمة بنت زيد بن الأصبح بن عبد حص بن عامر، و صوبناه من البحار و الكافي.

[4]. هذا الفصل من هامش نسخة ب، و ما بين المعقوفين من وضعي.

[5]. رغم التحري عن هذا الكتاب لم أجد له ذكرا في قائمة مؤلفات الشّيخ المذكور، أو في فهارس المخطوطات و غيرها.