مقبولا لدى الآخرين فيبنون عليه في محاوراتهم. و بكثرة الاستعمال يصير اللّفظ مرآة للمعنى بحيث يصير فانيا فيه و مغفولا عنه. و لكنّه و إن كان تكوينيا إلّا أنّه معلق على العلقة الوضعية، فلو نسخت و زالت تزول تلك المرآتية بمرور الزمان.
الثاني: أنّ الوضع بنفسه غير كاف في الدلالة، بل المؤثّر فيها هو العلم بالوضع. و الدلالة الناشئة من قبله هو الدلالة التصوّرية. و أمّا الدلالة التصديقية فإنّها محتاجة إلى إحراز كون المتكلّم مريدا لذلك المعنى.
الثالث: ما أفاده في الكفاية بقوله: «الوضع هو نحو اختصاص للّفظ بالمعنى و ارتباط خاصّ بينهما» [1] قاصر عن أداء الحقّ. لأنّ المهمّ تشخيص ذلك النحو هل هو اختصاص علامي أو غيره من أنحاء الاختصاص. و قد عرفت ما هو الحقّ في المقام. و الحمد للّه.