نام کتاب : تتميم أمل الآمل نویسنده : الشيخ حرّ العاملي جلد : 1 صفحه : 95
أقول مجملا، اني أمسيت أغنى الناس و أصبحت أفقرهم. فقال الخليفة: قل مفصلا.
قال: كنت سيد الحي الفلاني فوصلت مع الحي أصيل يوم إلى تحت جبل، فسكنا هناك فنما حتى انتصف الليل، فمطرنا بمطر كأنها أفواه القرب، فلم يذهب زمان حتى غرقنا بأجمعنا، فلما طلع الصبح و أسفر رأيت البر كأنه بحر متراكم و أنا في قلة الجبل إذ رأيت طفلا رضيعا يحبو، فإذا هو ولدي قد أخرجه الموج إلى الساحل فأخذته و ضممته إلى صدري، فمشيت فإذا أنا بفصيل من بعراني، فوضعت الطفل لاخذ الفصيل فأسرع هاربا، فلما قرب وصولي اليه جاء الذئب و أخذ الطفل، و لما وصلت إلى الفصيل ضرب برجليه عيني فعميتا. فسبحان القادر جل و علا.
كان فاضلا نبيه الشأن و عالما رفيع المكان، سمو [2] فضله و علو علمه مما أيده البديهة و البرهان، و التتبع و التفحص لكتبه يصيره كالعيان.
جمع بين العلومالعقليةوالنقلية، فمهر فيهما و اكتسبهما فحذق فيهما، و مع ذلك كان منزها مقدسا خليقا ورعا متعبدا زاهدا، لا يشبهه [3] في شيء من ذلك منه، الا أنه في آخر عمره ظهر منه العجيب و برز منه الغريب.
[1] هو المولى محمد جعفر بن محمد طاهر الخراساني الاصبهاني .