نام کتاب : تتميم أمل الآمل نویسنده : الشيخ حرّ العاملي جلد : 1 صفحه : 94
الأحكام و الإتقان و[ان كان] [1] مستحسنا في الواقع.
و كذلك دراسته لسائر الكتب لم تبلغ تلك الغاية و لم تصل إلى تلك النهاية.
أما أموره الدنيوية فلا يصل كميت القلم في حلبتها الغرض و ان اجتهد وجد و بهج و ركض، غير أنا نذكر منها أمرين يعلم منهما غيرهما:
الأول: انه كان مصاحبا للوزير الأعظم، و كانا إذا ركبا كان حين الرجوع يقصد بيته راكبا على ما هو عليه من الطريق و يفارق الوزير، و كل من الأمراء كائنين من كانوا يذهبون مع الوزير إلى بيته و يترجلون حتى يترجل و يذهب إلى بيته ثم يركبون و يرجعون لا يمكنهم خلافه.
و الثاني: انه كان يهيأ و يخرج من بيته كل يوم ثلاثمائة و ستون خوانا من ألوان المأكولات و أنواع المشروبات، و من عجائب الدنيا و ليس منها بعجيب أني رأيت ابنه أو ابن ابنه ابن أخيه و الله يعلم قد أهلكه الفقر و آل أمره إلى أن يتكفف، و كان مع ذلك أعمى العينين.
و الشيء بالشيء يذكر، أذكر في المقام ما ذكر في أحوالالخلفاء العباسيين في تاريخهم، و هو أن بعضا منهم كان جلس في قصر منه مشرف على الدجلة [فرأى] قافلة [2] من العرب يمشون، فلما انتهوا رأى رجلا منهم أعمى العينين يمشي راجلا و في يده عصا، فأعجبه ذلك فأمر بان يؤتى اليه، فجيء اليه و قال: مالك و ما حالك؟و هو لا يعرف أنه الخليفة. فقال: دعني حتى ألحق بالحي و هم يذهبون و أبقى وحدي و أهلك.
قال: اصبر نلحقك بالحي. فقال: كيف كان حالك و متى آل أمرك إلى هذا؟فقال: