أمرهم واحدا إلاّ بظهور الضحّاك بن قيس الشيباني سنة 127 هـ. [1]
و في سنة 315 هـ قصد الأعراب سواد الكوفة فنهبوه و خرّبوه و دخلوا الحيرة فنهبوها، فسيّر إليهم المقتدر جيشا فدفعوهم عن البلاد. [2]
و مع انقراض الدولة العباسية في منتصف القرن السابع الهجري أصبحت الحيرة خرائب و أطلال. مملكة سادت ثمّ بادت سُنَّةَ اَللََّهِ فِي اَلَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اَللََّهِ تَبْدِيلاً . [3]
و قد زار الحيرة سنة 392 هـ-1001 م، السيّد الشريف الرضي رحمه اللّه، فطافها و أنشد قصيدة معبّرة في وصف خرابها، قال فيها:
ما زلت أطّرق المنازل بالنوى # حتى نزلت منازل النعمان
بالحيرة البيضاء حيث تقابلت # شمّ العماد عريضة الأعطان
شهدت بفضل الرافعين قبابها # و تبين بالبينان فضل الباني
ما ينفع الماضين إن بقيت لهم # خطط معمّرة بعمر ثان
و رأيت عجماء الطلول من البلى # عن منطق عربيّة التبيان
باق بها حظّ العيون و إنّما # لا حظّ فيها اليوم للآذان
و عرفت بيوت آل محرّق # مأوى القرى و مواقد النيران
و مناط ما اعتقلوا من البيض الظّبى # و مجرّ ما سحبوا من المرّان
و رأيت مرتبط السوابق للمها # و معاقل الآساد للذؤبان
الهاجمين على الملوك قبابهم # و الضاربين معاقد التيجان