و في حدود سنة 1382 هـ كسي الممرّ (الساباط) ببلاطات القاشاني، و كانت سقوف بعض أواوين الساباط الجنوبية حتى سنة 1397 هـ خالية من القاشاني.
تكية البكتاشية
هي بناية أثرية فخمة على غرار اسس الصحن، فيها غرف و أواوين اعدّت للزائرين، و فيها قاعات للإجتماعات، و زوايا للمترهّبين من المتصوّفة للعبادة. موقعها في الجهة الغربية للصحن الشريف، و بابها من أحد أواوين الصحن.
و تتكوّن التكية من قسمين رئيسيين: القسم الأول خاص للصلاة و الدروس الجماعية، و هو عبارة عن مربّع مكوّن من أربع إيوانات متعامدة يشبه شكل المدارس الدينية ذات الإيوانات المتعامدة، يتوسطها صحن صغير مكشوف. أمّا القسم الثاني فخاص بسكن المتصوّفين، و هو مربّع الشكل كذلك، و يتكوّن من طابقين كلّ طابق به مجموعة من الغرف و ما يلزمها من دورات المياه.
و كانت لهذه التكية أوقاف خاصّة كثيرة على ضفّة نهر الهنديّة (الفرات) ضمن ناحية الكفل، و هي أرض زراعية تدرّ ثروة لا بأس بها، و عليها موكّل بالصرف. [1]
قال المقريزي: إنّ أوّل بيت انشئ للمنقطعين للعبادة كان في البصرة في خلافة عثمان بن عفّان، و ذلك أنّ زيد بن صوحان بن صبرة عمد إلى رجال من أهل البصرة قد تفرّغوا للعبادة و ليس لهم تجارات و لا غلاّت فبنى لهم دورا و أسكنهم فيها و جعل لهم ما يقوم بمصالحهم من مطعم و مشرب و ملبس و غيره. و قد انتشر هذا النوع من المساكن و العمائر الخاصّة بإيواء الصوفية في القرن الرابع الهجري و خاصّة في شرق العالم الإسلامي، و قد عرفت في ذلك الوقت باسم"الخانقاه"، و استمر لفظ الخانقاه مستعملا في جميع أنحاء العالم الإسلامي حتى القرن العاشر الهجري عند ما تولّت