يتّصل الرّواق المحيط بالروضة الشريفة هو متّصل بالسور الغربي للصحن و لا يفصل بينهما سوى الساباط، و هو ممرّ مقبيّ يمرّ به كلّ من أراد الالتفات حول الرّواق و الروضة الشريفة. و الساباط في نفس الوقت ملجأ لاستراحة الزائرين، يقيهم الحرّ و البرد و هطول الأمطار.
يمتدّ الساباط من الشمال إلى الجنوب، طوله بقدر طول الرّواق البالغ 31 مترا، و عرضه بقدر إيوان واحد أي حدود أربعة أمتار و نصف، و يعلو هذا الساباط رواق علوي مقبىّ بارتفاع الرّواق و الروضة الشريفة، و في مستوى ارتفاع مباني سور الصحن الخارجي.
و في منتصف الساباط ساحة مربّعة مكشوفة. في حدّها الشرقي كان في القديم باب يفضي إلى غرفة من غرف الرّواق، و قد سدّ و وضع مكانه شبّاك من النحاس الأصفر، و الغرفة لم تزل مغلوقة فيها بعض نفائس الحرم المطهّر. و في حدّها الغربي إيوان منه مدخل مسجد الرأس في جانب اليسار، و باب المخزن في جانب اليمين المتّصل بالتكية البكتاشية.
و يتكون هذا الجزء الغربي من الصحن الشريف بما فيه سقف الساباط من طابقين من الإيوانات، ذات العقود المدبّبة و المقبيّة السقف، و خلف هذه الإيوانات مجموعة من الغرف بنيت لإيواء طلبة العلوم الدينية المهاجرين إلى النجف الأشرف و المدرّسين لهم يوم لم تكن مدارس دينية في النجف كهذا العصر الحاضر حيث توفرت فيه المدارس الدينية الحديثة كأقسام داخلية تضم آلاف الطلاّب.
قزيارته كاللاّزمة عندهم، و تكاثروا على زيارته. و على أثر هذا التكاثر فتحت إدارة الأوقاف العثمانية في النجف بابا للمسجد من تكية البكتاشية و سدّت باب المسجد الأول من الساباط، و صار الهنود و غيرهم من الزائرين يدخلون من التكية، ثم سدّوا هذا الباب و بقي المسجد مغلوقا سنين عديدة حتى احتلال العراق و تشكيل حكومة عربية في العراق، و في هذا الدور صار الكشف الثاني للقبور في الصحن، و بدأ التعمير سنة 1351 هـ.