الدولة العثمانية زعامة العالم الإسلامي فاختفى لفظ"الخانقاه"و جعل محلّه لفظ "التكية"و هي كذلك عمائر يختلى فيها لعبادة اللّه تعالى. [1]
أمّا كلمة البكتاشية فهي اسم لفرقة صوفيّة تركيّة تنسب إلى السيّد محمد بن إبراهيم آتا، الشهير بالحاج بكتاش. و هو وليّ تركيّ من أتباع الشيخ أحمد اليسوي، قدم إلى الأناضول من خراسان في القرن الثالث عشر للميلاد. [2]
و قال شيخنا محمد حرز الدين في"مراقد المعارف": بكتاش الصوفي، هو الشيخ محمد الرضوي الملقّب"بكتاش"المعروف عندهم أنّه من أولاد إبراهيم الثاني الرضاعي، و قيل من أولاده النسبي الذي هو من أولاد الإمام موسى بن جعفر عليه السّلام المتوفى بأرض التركمان سنة 738 هـ. هاجر من خراسان إلى العراق و أقام مدّة في النجف الأشرف مجاورا مرقد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام، و اعتكف في إحدى حجر صحن مرقده الشريف. و بعد توسعة الصحن الغروي عمّر موضع معتكف بكتاش هذا تعميرا جيّدا فخما، و جعلته البكتاشيّة من الأتراك"تكية"أي مقرّا لهم في النجف الأشرف. و في سنة 1296 هـ كنّا ندخل إلى التكية هذه بدعوة من علماء الأتراك و قضاتهم و مرشديهم، فنشاهد فيها شعارات الدروشة كالفؤوس الخاصّة و الكشاكيل الثمينة معلّقة في الجدار القبلي من التكية. حدّث بعض مرشدي البكتاشيّة المعاصرين أنّ الشيخ محمد بكتاش اعتكف بالنجف الأشرف سنين عديدة ثم قصد بيت اللّه الحرام و اعتكف فيه أيضا، و كان في أوائل عهد السلطان مراد بن السلطان أورخان بن عثمان الغازي المعروف بـ"غازي خداوند كار"المتوفى سنة 791 هـ. [3]
و للحاج بكتاش كتاب عربي اسمه"مقالات"، يبدو منه اتّباعه لعقيدة الإثنى عشرية، و التولّي و التبرئة.