responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ النجف الأشرف نویسنده : عبد الزراق حرز الدين    جلد : 1  صفحه : 324

بحر النجف بعد جفافه‌

بعد أن كان بحر النجف مجرى لسفن النقل الكبيرة، تحوّل قسم منه بعد جفافه الأخير إلى أرض زراعية، و آخر إلى أرض جرداء. و كان جفافه في مرحلتين، بينهما بما يزيد على ثلاثة عشر قرنا من الزمن. و قد ورد الجفاف الأول فيما قاله أبو المظفر سبط بن الجوزي، و أبو عبد اللّه الحميري، و المسعودي، و تقدّمت أقوالهم آنفا. أمّا الجفاف الثاني و الأخير فكان سنة 1305 هـ نتيجة لصرف مياه الأنهار و ترع الري عنه بإنشاء السدود على نهر الفرات و التي أدّت إلى انحساره ثمّ جفافه.

قال شيخنا محمد حرز الدين: و في سنة 1293 هـ-1876 م جفّ بحر النجف و ربّما أرّخ جفافه بما دون هذا التاريخ، حيث كان جفافه تدريجيّا. و لمّا جفّ امتلأت المنطقة و قراها من زحافاته البحرية، و ارتحلت السلاحف و الضفادع البحرية الكبيرة إلى الفرات في الكوفة من الجانب البرّي ممّا يقارب"خان المصلّى الأوّل"في الطريق بين النجف و كربلاء.

حدّث رجل كان فارسا متأخّرا عن القافلة يسير ليلا في هذا الطريق فوق النجف بفرسخ تقريبا، إنّه سمع صوت الزحافات و صدى سيرها على الأرض، فظنّ أنّه احيط به من الأعراب الغزاة، فأسرع، ثمّ حقّق النظر فوجد الأرض مملوءة بالسلاحف و الضفادع بكثرة لا توصف متّجهة شرقا نحو الفرات بضواحي الكوفة تطلب الماء و النجاة من الموت و هي تسير على النسيم و ريح الماء ليلا. و من هنا قد يستدلّ بذلك على أنّ هذه الحيوانات تشمّ ريح الماء من الهواء على مسافة فرسخ و ربع، و قد ماتت الحيوانات الصغيرة و الضعيفة في طريق سيرها على الرمال، و لمّا أشرقت عليها الشمس حدثت عفونة في الهواء من موتى الزحافات في الرمال الشمالية للبلد، و من الأسماك الميّتة في البحر الجاف غربيّ البلد، و قد أثّرت في صحّة النجفيين حيث كان الوقت صيفا شديد الحر. و بجفاف البحر تمثّلت بقول أبي العتاهية:

نام کتاب : تاريخ النجف الأشرف نویسنده : عبد الزراق حرز الدين    جلد : 1  صفحه : 324
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست