responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ النجف الأشرف نویسنده : عبد الزراق حرز الدين    جلد : 1  صفحه : 323

إلى النجف و ساروا فيه حتى خافوا التيه، فوجدوا ساجة كأنّها سكّان مركب عتيقة و إذا عليها كتابة، فجاؤا بها إلى الكوفة، فقرأناها، فإذا عليها مكتوب:

"سبحان مجري القوارب و خالق الكواكب، المبتلي بالشدّة امتحانا، و المجازي بالإحسان إحسانا، ركبت في البحر في طلب الغنى، ففاتني الغنى و كسر بي، فأقلت على هذه الساجة و قاسيت أهوال البحر و أمواجه و مكثت عليها سبعة أيام، ثمّ ضعفت عن مسكها فكتبت قصّتي بمدية كانت معي في خريطتي، فرحم اللّه عبدا وقعت هذه الساجة إليه فبكى لي، و امتنع عن مثل حالي". [1]

أقول: و من هذه القصّة و ما فيها من تصوير لأهوال البحر و أمواجه، و بقاء ضحيّته المشار له سبعة أيام في البحر قبل غرقه، يظهر أنّ بحر النجف القديم كان بحرا حقيقيّا لا بطائح متّصلة، كما ذهب إليه الدكتور مصطفى جواد، بقوله:

و لكنّنا لا نعدّ ذلك تصديقا لوجود بحر حقيقي و إنّما نفهم أنّ الفرات كان يسبح ماؤه في تلك البطايح و يرفده الخندق الذي شقّه سابور ذو الأكتاف (310-380 م) في غربي الفرات بين أعلى الفرات و غربيّه و أسافله، و ترفده كذلك الأودية التي تأتي من النجاد الغربية، صحراء السماوة القديمة من شمالي جزيرة العرب، فتكون بطايح واسعة ترى كأنّها البحر، و كان من بقاياها بحر الشنافيّة و بحر النجف المعروف الاسم حتى اليوم، و لا يبعد اتّصال هذه البطايح ببحر فارس، فخندق سابور كان واسعا و عميقا و يتّصل ببحر فارس في الخليج المعروف اليوم بخور عبد اللّه، لأنّه إنّما حفره و وسّعه ليحمي بلاده من هجمات العرب الخاطفة و لإخصاب الأرض للأعراب الموالين له. [2]


[1] الروض الأنف (تاريخ ابن الدبيثي) : 2/319.

[2] لاحظ: موسوعة العتبات المقدّسة (قسم النجف) : 1/15.

نام کتاب : تاريخ النجف الأشرف نویسنده : عبد الزراق حرز الدين    جلد : 1  صفحه : 323
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست