responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ النجف الأشرف نویسنده : عبد الزراق حرز الدين    جلد : 1  صفحه : 307

20-نهر الحميدية الثاني‌

كان نهر الحميدية الأول (نهر عبد الغني) معرّضا للإنقطاع بأخذ الفلاّحين من مائه لسقي مزارعهم و بوقوع الرمال فيه من هبوب العواصف في الصيف، و من السيول في الشتاء فتبقى الناس ظماء نحو اسبوع حتى يتمّ تنظيفه، و تشتري الماء الذي يجلب من الكوفة بأغلى القيم، و لا تجده إلاّ قليلا. و قد جفّ النهر الأول تماما سنة 1308 هـ، و بقي الناس يقاسون شدّة العطش مدّة لا تقل عن ثلاث سنين، و كان قائمقام النجف يومئذ خير اللّه أفندي، فعرض الحالة على والي بغداد الحاج حسن باشا، فراجع الباب العالي في الأستانة، فأمر السلطان عبد الحميد بحفر جدول إلى جانب الجدول القديم لاستقاء الناس خاصة، و بذل لذلك ألف ليرة ذهبية من خزانته الخاصة، و لإصلاحه و المحافظة عليه كلّ سنة مئة ليرة ذهبية، و أنجز المشروع في أواسط شهر شعبان سنة 1310 هـ، و وصل الماء في أوائل شهر رمضان. [1]

و بعد أنجاز المشروع قدم من بغداد المشير رجب باشا مع رتل من الجيش للاحتفال بافتتاح النهر، و صادف ذلك يوم ميلاد السلطان عبد الحميد، و احتفل بافتتاح النهر خارج البلدة في موضع النجف الجديدة أو محلّة الأمير غازي احتفالا رسميّا حضره طبقات النجف كافة، و أنشدت فيه قصائد و تواريخ للسيّد جعفر الحلّي و غيره.

و في هذا الاحتفال نهض العلاّمة الأديب السيّد محمد بن السيّد محمد مهدي القزويني المتوفى سنة 1335 هـ، و ارتجل خطبة هذا لفظها:

أنّى يطيق لسان عريضة الدعاء إبراز الشكر و الثناء إلى الساحة التي تقف ملوك الأرض على أبوابها، و تقصر عن الدنو من حجّابها، و تلثم المسك من ترابها، و تمرّغ تيجان العزّة على شريف أعتابها.

حضرة ظلّ اللّه على العالمين و سلطان المسلمين، الذي انتظم بسيف سطوته شمل


[1] تحفة العالم: 1/292. البابليّات: 4/25.

نام کتاب : تاريخ النجف الأشرف نویسنده : عبد الزراق حرز الدين    جلد : 1  صفحه : 307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست