responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ النجف الأشرف نویسنده : عبد الزراق حرز الدين    جلد : 1  صفحه : 308

الملّة المحمّدية فصار مشحوذ الغرار، و التأم بعزم شوكته جمع الأمّة الأحمدية فظهر ظهور الشمس في رابعة النهار، و لا زال لواء العز خفّاقا على تاج سلطنته، و بدر سماء العظمة بازغا تحت أبّهته. فلقد كان من عواطفه الملكية و نعمائه على فقراء الرعية أن نظر بعين الرحمة و الرأفة إذ كان هو المنعم المطلق على الأمّة و خاصّة سكّان أرض الغري و المجاورين للمرقد العلوي، و قد نال العطش من أكبادهم، و انقطع الماء عن بلادهم، إلاّ وشلا من الملح الأجاج لا يبلّ غليل ظمآن، و لا ينقع كبد حرّان، فكم تهافتت قلوبهم من الظماء، و تنازع كلّ جمع منهم على سقاء. و لم تزل جملة من الملوك السابقين و ذوي الخيرات من المسلمين تبذل الأموال و تخطّ الأنهار و تحفر القنوات و الآبار، فما حصلت لأحد منهم موفقية و لا استدامت لواحد خيرية إلى أن تعيّن لقضاء النجف الأشرف عبد الدولة الناصح في الخدمة قائمقامها الحالي العالي الهمّة، و مذ شاهد أحوال هذا القضاء و ما هم فيه من شدّة الظماء عرض و أكثر الاسترحام لدى والي ولاية دار السلام صاحب الدولة الناصح للملّة سميّ الإمام و حاج بيت اللّه الحرام، فأشرف بذاته الزكيّة للاطلاع و الاضطلاع برفع هذه البليّة، فرأى الحالة أعظم من أن تذكر، و الداهية من العطش أكبر من أن تتصوّر، فعندها أنهى و عرض الكيفيّة، و وصف حال سكّان البقعة الحيدرية، و قدّمها إلى أعتاب ملك الأمّة الإسلامية، و بدر سماء السلطنة العثمانية، فأنعم بصدور أمره السامي الذي هو أنفذ من السهام و أمضى من الصمصام، بإجراء جدول من بحر نعمته الزاخر و سلسبيل من إنعامه الوافر، يرد منه الصادي و يشرب منه الحاضر و البادي، فأصبحت بلاد النجف مخضرّة الأرجاء قد أخصب حماها، و أنبتت رباها، و أزهر مغناها، و أشرق دجاها، و فاخرت أرضها سماها، قد رفع سلطان المسلمين سمكها فسوّاها، و أخرج منها ماءها و مرعاها، و طاب للوافدين واديها، و عمر ناديها، و ترنّم شاديها، و ارتوى صاديها، و أنس حاضرها و باديها، و فرّ باغيها و عاديها، و كثر نعيمها، و هبّ نسيمها، و برد جحيمها

نام کتاب : تاريخ النجف الأشرف نویسنده : عبد الزراق حرز الدين    جلد : 1  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست