الأراجيز: جمع أرجوزة، بمعنى الرجز، و هو بحر من بحور الشعر. و قد شاع نظم المتون العلمية بهذا اللون من النظم ليسهل حفظها و فهمها. و قد عرف التاريخ العلمي و الأدبي للنجف العدد الهائل من هذه المنظومات و الأراجيز لعلماء أدباء و في مختلف العلوم، منهم:
تقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلّي المتوفى سنة 707 هـ، له منظومة في الإمامة نظمها في سنيّ مجاورته قبر أمير المؤمنين عليه السّلام في النجف الأشرف، و هي تناهز 108 بيتا، برهن فيها على رأيه في إمامة علي أمير المؤمنين عليه السّلام و ردّ مخالفيه.
و هي حسنة الأسلوب جيّدة النظم، سهلة الفهم، و يمكن أن تكون الواقعة المذكورة فيها حقيقة، كما يمكن أن تكون خيّالية تصويريّة، قال فيها، بعد الحمد و الصلاة و الشكر على نعمة مجاورة قبر أمير المؤمنين عليه السّلام:
و قد جرت لي قصّة غريبة # قد نتجت قضيّة عجيبة
فاعتبروا فيها ففيها معتبر # يغني عن الإغراق في قوس النظر
حضرت في بغداد دار علم # فيها جبال نظر و فهم
في كلّ يوم لهم مجال # تدنو به الأوجال و الآجال
لابدّ أن يسفر عن جريح # بصارم الحجّة أو طريح
لمّا اطمأنّت بهم المجالس # و وضعت لاماتها الفوارس
و اجتمع المدرّسون الأربعة # في خلوة آراؤهم مجتمعة
حضرت في مجلسهم فقالوا # أنت فقيه و هنا سؤال
ماذا ترى أحقّ بالتقدّم # بعد رسول اللّه هادي الأمم