هي الهمم الغرّ لم ترض بالـ # سماكين مهما استفرّت قرينا
دعينا بها سنّة الهاشمي # نبيّ الهدى و الكتاب المبينا
و صنّا كرامة شعب العراق # و كنّا لعلياه حصنا مصونا
و خضنا المعامع و هي الحمام # ندافع عن حوزة المسلمينا
و جحفل أعدائنا الإنگليز # يملأ سهل الفلا و الحزونا
يهاجم شعب بني يعرب # ليشفي أحقاده و الضغونا
و سرب المناطيد ملء الفضاء # يصبّ القنابل غيثا هتونا
و قذف المدافع بين الجموع # يهدّ معالمها و الحصونا
و رعد قذائف مكسيمها # يشيب بهول صداه الجنينا
و رمي البنادق رشاشة # يحطم مجتمع الدار عينا
و لمّا ادلهمّت علينا الخطوب # و حقّقت الحادثات الظنونا
لقينا زعازع ريب المنون # و هان على النفس ما قد لقينا
نعم خاننا الدهر في جريه # و هل يترك الدهر حرّا ركينا
غداة اسرنا بأيد العدو # و رحنا نكابد داء دفينا
و ضيم الغرّيان غاب العراق # و فارق ليث العرين العرينا
و جزنا كما شاء تلك الحزون # ننتظر الفتك حينا فحينا
و أرجلنا طوع قيد الحديد # تسيل دما يستفزّ الرصينا
و لم نلو للدهر جيد الذليل # و إن يكن الدهر حربا زبونا
و ما ضامنا الأسر في موقف # أطعنا عليه الرسول الأمينا
و ما ضامنا ثقل ذاك الحديد # و نحن بحسن الثنا ضافرونا
و لم يزر بالحرّ غلّ اليدين # إذا ما قضى للعلاء الديونا
و لا غرو لو خان صرف الزمان # مثلي فمن طبعه أن يخونا