نام کتاب : تاريخ الفقه الجعفري نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 198
الأولى لوفاة الرسول (ص). و قد قام شيعة علي بنصيبهم في ذلك، فساهموا في حفظ هذا التراث الإسلامي، بنقل الحديث و نشر الأحكام. و ذكرنا فيما سبق ان ابا رافع، مولى رسول اللّه، لازم عليا بعد وفاة الرسول و شهد معه حروبه و ان ابنيه عبيد اللّه و عليا كان يكتبان لعلي (ع) أيام خلافته. و قد الف ابو رافع كتاب السنن و الأحكام و كتاب القضايا و هو اول من جمع الحديث من الشيعة و الف في الأحكام، و كان يفتي الناس و يعلمهم الحلال و الحرام.
و منهم سلمان الفارسي، و كان من اعيان الشيعة و أجلاء الصحابة و حواري الرسول، و قد بلغت صلته بالرسول و ايمانه به الى حدّ قال فيه الرسول: «سلمان منا اهل البيت». و أعطاه الرسول لقب المحمدي، بدل الفارسي، و بعد الرسول لازم عليا و أخذ العلم عنه. و روى الفضل بن يسار، عن أبي جعفر الباقر انه قال له: ترى ما يروي الناس، أن عليا (ع) قال في سلمان انه ادرك علم الأول و علم الآخر، قلت نعم! قال: فهل تدري ما عنى؟ قلت: يعني علم بني اسرائيل و علم النبي. فقال ليس هكذا يعني، و لكن علم النبي و علم علي (ع) و أمر النبي و أمر علي [1].
و قد نهى سلمان الفارسي أبا الدرداء أن يجهد نفسه في العبادة، و قال له: إن لنفسك عليك حقا، و لأهلك عليك حقا، صم يوما و افطر يوما، و صل و نم و ادّ لجسمك حقه. و لما بلغ قوله الرسول (ص) قال: لقد اشبع سلمان علما جما [2].