نام کتاب : تاريخ الفقه الجعفري نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 199
و قال فيه علي (ع): ذاك امرؤ منا و الينا أهل البيت، من لكم بمثل لقمان الحكيم، علم العلم الأول و العلم الآخر، و قرأ الكتاب الأول و الكتاب الآخر، و كان بحرا لا ينزف؟ [1].
و قال فيه الفضل بن شاذان: ما نشأ في الإسلام رجل من كافة الناس كان أفقه من سلمان الفارسي [2].
و قد ولاه عمر بن الخطاب على المدائن، و لم تكن مهمة الوالي مقصورة على الشؤون الإدارية و السياسية فحسب، بل كان بالإضافة الى هاتين يتولى أكثر الشؤون الدينية كالإفتاء و تعليم الأحكام، لا سيما اذا كان الولاة كسلمان الذي جاء في احاديث الرسول (ص) عنه:
«لقد اشبع سلمان علما جما».
و من فقهاء الشيعة و حملة الحديث و أوعية العلم في عصر الصحابة، عمار بن ياسر، و قد بلغ من اخلاصه لدعوة الرسول المباركة أن قال فيه الرسول: «عمار مع الحق و الحق مع عمار، يدور معه كيفما دار».
و أخبره بأنه سيكون قتيلا على يد الفئة الباغية، في حديث مشهور في كتب الحديث عند السنة و الشيعة. و بقي عمار ينتظر ذلك المصير الذي آمن به، و أيقن بوقوعه حتى كانت صفين، و كان من أمره أن قتله أتباع معاوية ابن أبي سفيان، و قد ولاه عمر بن الخطاب الكوفة، فكان مرجعهم في جميع شؤونهم. و كانت الشؤون الدينية تشغل جانبا كبيرا من حياة الولاة و الحكام، لأنها قانون الدولة، و على الحكام ان يعملوا على انتشارها بين افراد الشعب، و تطبيقه على الجميع بنصه و روحه.