نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 3 صفحه : 147
و قد ذكر في التاريخ السابق [1] شيئا من الأخبار عن يأجوج و مأجوج، و تكلمنا عما إذا كان القرآن الكريم بضمه إلى الاخبار دالا على تقدم خروج يأجوج و مأجوج على الظهور، و لم نستطع أن نتميز ظهور القرآن في ذلك، بل بات الأمر محتملا غير قابل للإثبات التاريخي، و إن كان محتملا جدا.
و قد روينا هناك [2] ما أخرجه مسلم عن هؤلاء.، نكرر منه هذه الفقرة:
«ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر، و هو جبل بيت المقدس.
فيقولون: لقد قتلنا أهل الأرض، هلم فلنقتل من في السماء. فيرمون بنشابهم إلى السماء، فيرد اللّه عليهم نشابهم مخضوبة بالدم».
و أخرج ابن ماجة [3] عن أبي سعيد الخدري، أن رسول اللّه (ص)، قال:
تفتح يأجوج و مأجوج، فيخرجون، كما قال اللّه تعالى، و هم من كل حدب ينسلون. فيعمون الأرض و ينحاز منهم المسلمون، حتى تصير بقية المسلمين في مدائنهم و حصونهم، و يضمون إليهم مواشيهم، حتى انهم ليمرون بالنهر فيشربونه، حتى ما يذرون فيه شيئا. فيمر آخرهم على أثرهم، فيقول قائلهم: لقد كان بهذا المكان مرة ماء.
و يظهرون على الأرض، فيقول قائلهم: هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم، و لننازلن أهل السماء. حتى أن أحدهم ليهز حربته إلى السماء فترجع مخضبة بالدم. فيقولون: قد قتلنا أهل السماء.
فبينما هم كذلك إذ بعث اللّه دواب كنغف الجراد، فتأخذ بأعناقهم، فيموتون موت الجراد، يركب بعضهم بعضا.
فيصبح المسلمون لا يسمعون لهم حسا. فيقولون: من رجل يشري نفسه، و ينظر ما فعلوا؟ فينزل منهم رجل قد وطن نفسه على أن يقتلوه.
فيجدهم موتى. فيناديهم: ألا أبشروا، فقد هلك عدوكم. فيخرج الناس و يخلون سبيل مواشيهم. فما يكون لهم رعي إلا لحومهم، فتشكر