نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 57
توفر الشرط الأول من الشرطين السابقين.
و على أي حال، فبالنسبة إلى العمل الخيّر الصالح، يستطيع المهدي أن يقنع فردا أو جماعة للقيام به، أو يشجع أناسا مندفعين تلقائيا للقيام بمثله، و يؤيدهم التأييد الكافي، و يحاول أن يرفع الموانع عن تقدم عملهم و ازدهاره. كل ذلك من دون أن يفترض عضوا فعليا مشاركا في شيء من الأعمال. و معه تكون الأعمال بطبيعتها، بالرغم مما أوجد لها المهدي (ع) من فرص النجاح، قابلة للاخفاق أو الضيق تبعا لقصور اصحابها القائمين بها أو تقصيرهم نفسيا أو عمليا.
و أما بالنسبة إلى العمل الظالم، فهو يتسبب إلى رفعه أو التقليل من تأثيره، اما بمحاولة إقناع الفاعل على الارتداع عنه أو الضغط عليه أو إحراج مصالحه بنحو يصغر معه عمله و يضيق أو بنحو ينعدم تأثيره أساسا. أو بإذكاء أوار الثورة أو الاحتجاج عليه من قبل الآخرين.
النقطة الثالثة:
هناك كلام لرونلدسن حول الإمام المهدي (ع)، فيما يخص ما نحن فيه من الموضوع. يتبنى المهدي فيه بعدم الالتفات إلى أصحابه و قواعده الشعبية، و عدم رفع الظلم عنهم. و هو بذلك يريد أن يستنتج عدم وجوده، إذ لو كان موجودا، فهو شخص يشعر بالمسؤولية و العطف تجاه أصحابه، فهو لا محالة رافع للظلم عنهم أو مشاركهم في العمل ضده. مع أنه لم يعمل ذلك، بالرغم من أن المظالم في التاريخ كثيرة و شديدة، إذن فهو غير موجود.
و هو و إن لم يصرح بهذه النتيجة، و لكنه يوحي بها إيحاء واضحا، حين يقول:
«و في القرن التالي لغيبة الإمام استلم البويهيون زمام السلطة الزمنية فبذلوا جهودا كبيرة لتوحيد الطائفة الشيعية و تقويتها، كبناء مشاهدها و جمع أحاديثها و تشجيع علمائها و مجتهديها. و مع ذلك فلم يظهر الإمام المنتظر في هذا القرن الذي كانت الطائفة الشيعية تتمتع فيه بحسن الحال».
و مرّ قرن آخر دالت فيه دولة حماة الشيعة من البويهيين و لكن الإمام بقي في (غيبته الكبرى).
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 57