responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 56

الأخرى، لازما و مطلوبا في الإسلام من كل المسلمين ما عدا المهدي (ع). نعم، ستكون الأمة و قائدها متضامنة ضد كل أنواع الظلم بعد أن يحصل الشرط المطلوب، و يبقى الظلم المتأخر مستأنفا لا حاجة إليه. فيقوم عليه الإمام المهدي (ع) بالسلاح لإزالته من الوجود. و ذلك هو يوم الظهور.

النقطة الثانية:

إن عمل المهدي (ع) في المجتمع، في حدود ما تقتضيه أطروحة خفاء العنوان، يمكن أن يتصف بعدة صفات:

فعمله نافذ و ناجح و مؤثر دائما، و إنما الاخفاق إذا حصل فإنما يحصل نتيجة لقصور أو تقصير غيره في العمل. فإننا لم نفهم أهمية عمله من كونه عضوا في جمعية خيرية مثلا أو متوليا لوقف عام مثلا، و إن كان ذلك ممكنا و مهما ... إلا أن الأهم من ذلك هو كونه الرائد المؤسس لأعمال الخير العامة، و دفع الشر و الظلم- مما لا يكون مؤثرا في شرط اليوم الموعود-. بمعنى أنه (عليه السلام)، بعد أن يعرف أهمية العمل الخير أو أخطار العمل الظالم بالنسبة للمجتمع المسلم، فإنه يتسبب إلى إيجاد ما هو خير و رفع ما هو ظلم.

و هو بذلك يستعمل حنكته و فراسته لتوخي أقرب الطرق و أصلحها و أكبرها تأثيرا. و قد يسبق عمله وجود العمل الظالم نفسه. كالذي رأيناه من المهدي (ع) نفسه في غيبته الصغرى أكثر من مرة، حيث سمعناه ينهي وكلاءه عن قبض أي شي‌ء من الأموال، فامتثلوا أمره من دون أن يعلموا السبب. ثم اتضح أن السلطات قد أمرت بدس الأموال إلى الوكلاء، فمن قبض منهم مالا قبضوا عليه‌ [1]. و بذلك فشل هذا المخطط الظالم. و من يعمل مثل ذلك مرة أو مرات، يمكنه أن يعمله متى يشاء.

أما لو استلزمت إزالته للظلم ظهوره لبعض الأفراد، على حقيقته، فهو مما قد يحصل تبعا لظروف خاصة و تخطيط خاص، سوف ندرسه في بعض الفصول المقبلة. و أما إذا لم تتوفر تلك الظروف ترك المهدي (ع) الظلم على حاله، لعدم‌


[1] انظر تاريخ الغيبة الصغرى، ص 603.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست