responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 58

و مرّ قرن ثالث يمتاز بالظلم و الثورات و تحكم المماليك. و لكن الإمام الذي كانوا يرتجون ظهوره لم يظهر.

و جاء دور الحروب الصليبية التي اشترك (آل البيت) فيها دون أن يكون لهم إمام. فمن الجانب الإسلامي، كانت السلطة لاعلان الجهاد تنحصر بيد بني العباس و الفاطميين المارقين في مقاومة الجيوش الغازية للشعوب المسيحية بالاسم في أوروبا، و لكن الإمام أخّر ظهوره.

و بعد مرور أربعة قرون على وفاة آخر الوكلاء في القرن الثالث عشر- يعني الميلادي- اجتاح الغزاة المغول بلاد إيران يقتلون و يهدمون بقساوة لا مثيل لها.

و بالرغم من التخريب و الآلام فان (صاحب الزمان) المنتظر بفارغ الصبر لم يظهر.

و حتى في ابتداء القرن السادس على زمن شيوخ أذربيجان و الدولة الصفوية الجديدة، لم يتصل الامام الغائب بشيعته إلا بالطيف! فكان يظهر لهؤلاء الملوك، كما يدعون!!» [1].

و بالرغم من أن في هذا الكلام عدة نقاط محتاجة لاعادة النظر، إلا أن المهم الآن مناقشة الإشكال الرئيسي الذي يثيره، و هو استبعاد وجود الإمام من عدم ظهوره عند الحاجة لأجل رفع الظلم عن قواعده الشعبية خاصة، و المسلمين عامة.

و قد اتضح الجواب على ذلك مما سبق أن قلناه متمثلا في عدة وجوه:

أولا: أننا يجب أن لا نتوقع من الإمام المهدي (ع) الظهور الكامل، تحت أي ظرف من الظروف، باعتباره مذخورا لنشر العدل الكامل في العالم كله، لا لرفع المظالم الوقتية أو الاتصال بأشخاص معينين. و قد عرفنا أن الإسراع بالظهور قبل أوانه يوجب جزما فشل التخطيط الإلهي لليوم الموعود. لأن نجاحه منوط بشروط معينة و ظروف خاصة لا تتوفر قبل اليوم الموعود جزما. و قد عرفنا أن كل ما أعاق عن نجاحه لا يمكن وجوده بحسب إرادة اللّه تعالى و إرادة المهدي (ع) نفسه، مهما كان الظرف مهما و صعبا.

ثانيا: أننا نحتمل- على الأقل- أن المهدي (ع) يرى أن بعض الظلم الذي كان‌


[1] عقيدة الشيعة لرونلدسن، ص 348- 349.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست