responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 530

كَفَرُوا». و من الطبيعي أيضا أن يقولوا في ذلك المجتمع الكريم: «يا وَيْلَنا قَدْ كُنَّا» في عصر الغيبة الكبرى: عصر الفتن و الانحراف: «فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا، بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ» فاشلين في التمحيص الالهي.

و التوبة لا تكون مقبولة من المنحرفين الراسبين في التمحيص، بل سيبادر الامام المهدي (ع) لقتلهم و استئصالهم جملة و تفصيلا على ما سيأتي في التاريخ القادم. و من هنا يذهبون بسرعة إلى جهنم. طبقا لقوله تعالى: «إِنَّكُمْ وَ ما تَعْبُدُونَ» من أشخاص و مصالح، كانت مقدسة من عهد الفتن و الانحراف، «مِنْ دُونِ اللَّهِ، حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ».

ليس هذا فقط، بل يمكن أن يكون قوله تعالى: فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَ كانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا .. لا يراد به الوعد بفتح يأجوج و مأجوج، بل الوعد بالظهور أيضا. طبقا لما فهمناه من الآية و الحديث من أن فتح يأجوج و مأجوج يكون قبيل الظهور. و يكون المراد من مجيئه في الآية الكريمة، المشارفة على المجي‌ء، و لو بقرينة الآية الأخرى.

هذا الذي قلناه كله، بحسب الامكان و الاحتمال. و أما صعود هذه الفكرة إلى مرتبة الاثبات التاريخي، فهو متوقف على استظهارها جليا من الآية، و لا يكفي كونها مناسبة معها. فان تساوي الاحتمالين في معنى الوعد الحق، لا يعني إمكان استدلال على المطلوب. و معه يكون تأييد الآية للحديث الشريف غير متحقق.

فيبقى الحديث بدون قرينة. و معه لا يمكن أن يصمد أمام التشدد السندي و يسقط عن إمكان الاثبات التاريخي. و معه نبقى جاهلين بتقدم خروج يأجوج و مأجوج على عهد الظهور.

يبقى التساؤل عن مدى صحة التفاصيل الموجودة في الحديث، و مدى إمكان الأخذ بها. و الصحيح أنها لا تكاد تصلح للاثبات التاريخي. و هذا واضح إن أسقطنا الحديث تماما. و أما إذا غضضنا النظر عن ذلك و اعتبرنا الآية قرينة عليه، و أخذنا به. فاننا إنما نأخذ بالحديث بمقدار مطابقته للآية، و هو دلالته على فكرة تقدم خروج يأجوج و مأجوج على الظهور. و أما التفاصيل، فتبقى غير ثابتة طبقا للتشدد السندي، و معه لا يكون من المهم أن ننظر في تمحيص هذه التفاصيل.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 530
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست