responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 529

فان الاحتمالات الأولية في الوعد الحق في الآية ثلاثة:

الأول: أن يكون المراد به الوعد الالهي بفتح يأجوج و مأجوج، من ردمها.

كما قد يفهم من قوله تعالى قال: هذا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي، فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَ كانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا.

الثاني: أن يكون المراد به يوم القيامة.

الثالث: أن يراد به الوعد بظهور المهدي (ع) في اليوم الموعود.

أما الاحتمال الأول، فهو بعيد عن ظهور الآية التي نتكلم عنها، فان ظاهرها تأخر الوعد الحق عن فتح يأجوج و مأجوج، و إن فتحهم يكون عند اقتراب الوعد الحق، لا عند نجازه. و من المعلوم أنه لو كان المراد بالوعد الحق: الوعد بفتحهم، لكان فتحهم تحقيقا لذلك الوعد، لا أنه يكون مقتربا.

اذن فالوعد بفتح يأجوج و مأجوج لو كان مرادا من قوله تعالى: فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ... فهو غير مراد من قوله تعالى: وَ اقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُ‌.

بل المراد به وعد آخر متأخر زمانا عن الفتح.

و معه يبقى هذا الوعد الحق، مردّدا بين الاحتمالين الآخرين.

و قد يمكن أن يستدل للاحتمال الثاني، و هو أن يكون المراد من الوعد الحق:

الوعد بيوم القيامة ... يستدل عليه من سياق الآيات التي وردت هذه الآية في ضمنها. و حيث يكون السياق متعرضا إلى حوادث القيامة، فيعرف أن الوعد الحق يراد به الوعد بالقيامة أيضا.

قال اللّه تعالى: وَ اقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ، فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا. يا وَيْلَنا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ. إِنَّكُمْ وَ ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ، حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ‌. و كل ذلك يحدث في يوم القيامة، فيكون دالا على أن المراد من الوعد الحق هو ذلك.

إلا أنه يمكن لهذا المستدل أن يتنازل عن هذا الفهم، إذا علم إمكان حمل الوعد الحق على ظهور المهدي (ع) بالرغم من هذا السياق. فان تطبيق الأطروحة العادلة الكاملة بعد الظهور، يصوغ المجتمع البشري بشكل جديد و قويم لا قبل للكافرين و المنحرفين به، و معه يكون من الطبيعي أن تكون‌ «شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ‌

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 529
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست