responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 492

و الظاهر، أن هذا- على تقدير صحته- من أشراط الساعة المتأخرة عن الظهور، و القريبة من يوم القيامة. كما تشير إليه الرواية الأولى، مصرحة أنها آخر الآيات. و معه يخرج عن محل بحثنا، فلا حاجة إلى تمحيصه.

الأمر الثامن: أنه سوف يحسر الفرات عن كنز من ذهب:

أخرج الصحيحان‌ [1] بسند يكاد يكون مشتركا و بلفظ واحد عن النبي (ص) أنه قال: «يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب، فمن حفره فلا يأخذ منه شيئا».

و أخرها [2] بسند آخر يقول: عن جبل من ذهب. و أضاف مسلم‌ [3] عليه:

«يقتتل الناس عليه، فيقتل من كل مائة تسعة و تسعون. و يقول كل رجل منهم:

لعلي أكون أنا الذي أنجو»، و مثلها رواية أخرى أيضا [4]. و أخرجت الصحاح الأخرى مثل ذلك، غير أننا لا نروي عنها فيما أخرجاه.

و نحن إذا غضضنا النظر عن عدم إمكان إثبات مثل هذا المضمون، بالتشدد السندي، أمكننا أن نفهمه على عدة أطروحات:

الأطروحة الأولى:

ما هو ظاهر العبارة من أن ماء الفرات ينكشف و يزول عن محله، فيظهر تحته أكداس عظيمة من الذهب، فيطمع فيه الناس و يقتتلون على أخذه. و التكليف الاسلامي الواجب يومئذ- كما تصرح به الرواية الأولى-: «أن لا يشارك الفرد في الطمع و لا في الحرب، بل عليه أن ينصرف عن الأخذ من هذا الذهب تماما».

و هذه الأطروحة لو صحت، فهي لا تدل على حصول المعجزة، في انحسار الفرات، بل لعله ينحسر تحت ظروف طبيعية معينة، كتغيير مجراه، فيرى الناس تحته ذهبا كثيرا لم يكونوا يعلمون بوجوده.

إلا أن حصول ذلك بعيد جدا بالوجدان، لا يكاد يكون محتملا أصلا.


[1] البخاري ج 9، ص 73، و مسلم ج 8، ص 175.

[2] نفس المصدرين و الصفحتين.

[3] ج 8، ص 174.

[4] المصدر، ص 175.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 492
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست