responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 439

من الروايات السابقة الدالة على انحراف الزمان، لم يكن مربوطا بظهور المهدي (ع) بحسب صراحته و مدلوله المباشر ... و هو الأعم الأغلب من روايات العامة. فكيف نثبت تقدم عصر الفتن على الظهور بشكل مطلق.

قلنا: يمكن الجواب على ذلك، في مستويين:

المستوى الأول:

إن تقدم عصر الفتن على الظهور، أو عصر الظلم على العدل، من واضحات الاسلام بل من واضحات كل من يؤمن باليوم الموعود و القاطع للظلم، من أهل الأديان. إذن فكل ما دل على وجود الانحراف، فهو خاص بما قبل الظهور.

المستوى الثاني:

وجود عدد ضخم من الروايات تربط الفتن و الانحراف بما قبل الظهور، بالصراحة، و الدلالة المباشرة، فتكون هذه الروايات قرينة على أن المراد من الروايات الأخرى، نفس هذا المضمون أيضا. و قد سبق أن روينا كلا هذين الشكلين من الروايات في القسم الثاني من هذا التاريخ.

فإن قال قائل: فكيف نكون على يقين بأن مثل هذه الحوادث ناشئة من الانحراف السابق على الظهور ... إذ لعلها من الحوادث الناشئة من الانحراف السابق على قيام الساعة، كما ورد في الأخبار، بأن الساعة لا تقوم إلا على شرار الخلق‌ [1].

قلنا له: إن مثل هذا الاحتمال فاقد الأهمية بالمرة، و ذلك لامكان الجواب على عدة مستويات.

المستوى الأول:

إن ما دل على قيام الساعة على شرار الخلق. لا يثبت طبقا للتشدد السندي، و لا يكفي للاثبات التاريخي. على ما سنذكر في التاريخ القادم‌ [2].


[1] أنظر الصواعق المحرقة، ص 98، و غيبة الشيخ الطوسي، ص 218.

[2] و هو الكتاب الثالث من هذه الموسوعة.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 439
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست