responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 440

المستوى الثاني:

إن هذه الاخبارات الموسعة الكثيرة عن الفتن و الانحراف، لا يحتمل أبدا أن تكون عائدة إلى ما قبل قيام الساعة. و إن السياق العام لهذه الروايات يأبى عن هذا الفهم تماما، كما هو واضح لمن راجعها.

مضافا إلى أن الاتجاه العام لروايات التنبؤ بالمستقبل هو زيادة سرد الحوادث كلما كان الزمان المستقبل أقرب نسبيا و قلتها كان ذلك أبعد. و من المعلوم أن عصر ما قبل الظهور أقرب بكثير من عصر ما قبل يوم القيامة. و معه فمن غير المحتمل أن ترجع كل هذه الحوادث المروية إلى ذلك الزمان السحيق في البعد. بل يتعين رجوعه إلى عصر ما قبل الظهور بطبيعة الحال. و هو المطلوب. و يكفي لعصر ما قبل القيامة، رواية واحدة أو اثنتان مثلا، تعربان عن أنها لا تقوم إلا على شرار الخلق.

المستوى الثالث:

إن هناك عددا كبيرا من الروايات، تربط حوادث الفتن و الانحراف ربطا مباشرا بما قبل الظهور. فتكون هذه الروايات قرينة على حمل الروايات الأخرى على ذلك أيضا.

القرينة الثالثة:

إن الحادثة الواحدة، كالخسف بالبيداء، مثلا، يتكرر ذكرها في عدة روايات.

منها ما هو مربوط بالساعة و منها ما هو مربوط بالمهدي، و منها ما هو مهمل فيكون ما دل على ارتباطه بالمهدي (ع) أي على تقدمه على ظهوره، قرينة على باقي الروايات.

أما الروايات التي تذكر الحادثة مهملة عن الربط، فحملها واضح، لأنه من باب حمل المطلق على المقيد، فكأن هذه الأخبار المهملة ذكرت الحادثة مربوطة بعصر ما قبل الظهور أيضا.

و أما الروايات التي تربط نفس الحادثة بقيام الساعة، و تجعلها من إماراتها.

فباعتبار أن هذا الارتباط يناسب مع البعد الزمني الكبير كما عرفنا، فيكون شاملا لعصر ما قبل الظهور و ما بعده. فيكون حدوث الحادثة- من زاوية هذه‌

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 440
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست