responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 424

يقاس من المراتب. تبعا للفرق بين الكمال المسبق للإمام و الكمال المسبق للفرد العادي.

و لا يمكن أن نسمي هذا التكامل بالتمحيص، بالرغم من أنه يحمل نفس فكرته و قاعدته العامة، من حيث كونه سببا لتصاعد الكمال. إلا أن المعنى الأساسي للتمحيص هو اختبار الجيد من الردي‌ء، و المعنى الذي اصطلحناه هو السبب الذي يحول الفرد من القصور و الضعة إلى الكمال و الرفعة. و كلا هذين الأمرين غير موجودين سلفا في القائد العالمي. بل هو في أول مراتبه القيادية، في درجة عالية من الكمال بحيث لا يقاس إليه أي فرد من البشر.

السبب الثالث:

ما يقوم به القائد من أعمال و تضحيات في سبيل دعوته و خدمة دينه و ربه، فانه يتكامل بذلك و يزداد في أفق وجوده العظيم ترسخا و عمقا.

و من أمثلته عن التاريخ تقبّل النبي إبراهيم الخليل (عليه السلام) الأمر بقتل ولده بكل رحابة صدر. و قيام الامام الحسين (عليه السلام) بثورته الدامية بالرغم من عظيم التضحيات. و من هنا قال له جده نبي الاسلام (ص): بأن لك مقامات لن تنالها إلا بالشهادة على ما روى عنه.

و هذا يحمل نفس المعنى الذي قلناه للتمحيص الاختياري، بالنسبة إلى الفرد الاعتيادي الممحص. مع اختلاف المرتبة، بطبيعة الحال. و أيضا من الصعب تسميته بالتمحيص، بل هو من التكامل الاختياري من الدرجات العليا.

و كلما تكامل القائد باحد هذه الأسباب الثلاثة، أو بأي سبب آخر .. ازدادت قيادته حسنا و كمالا و سهل عليه التطبيق للأطروحة الكاملة. و استطاع بقابلياته العليا و تفكيره المعمق الملهم، تذليل المصاعب العالمية عن درب الدعوة الالهية.

فان قيل: أن هذا متوفر لدى القائد العالمي، في أول مراتب قابليته للقيادة، فما الحاجة إلى الزائد.

قلنا: أن قابلية قيادة العالم، تتضمن ذلك بلا شك. و لكن هذه القابلية قابلة للزيادة و التكامل. و من الواضح أن الثمر يتحسن بتحسن الأصل، و النتائج تتعمق بتعمق السبب .. فكذلك هذا القائد، عند حصوله على تكامل ما بعد العصمة،

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 424
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست