responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 415

قال الراوي- و هو حاضر ذلك المجلس-: فبينما نحن كذلك، إذ أقبل هارون المكي، و نعله في سبابته. فقال: السلام عليك يا ابن رسول اللّه. فقال له الصادق (ع): ألق نعلك من يدك و اجلس في التنور. قال: فألقى النعل من سبابته، ثم جلس في التنور. و بعد هنيهة التفت إليه الامام (عليه السلام)، و قال:

كم تجد بخراسان مثل هذا. فقال: و اللّه و لا واحدا. فقال: أما أنا لا نخرج في زمان نجد فيه خمسة معاضدين لنا، نحن أعلم بالوقت‌ [1].

يتضح لنا من هذه الرواية أمران مقترنان:

احدهما: الصفة التي يجب أن يتحلى بها الناصر للدعوة الالهية، نتيجة للاخلاص الممحص الذي عاش تجربته و اقتطف ثمرته. و هي الايمان المطلق بالقيادة، بحيث لا يصرفه عن امتثال تعاليمها صارف، و لا تأخذه فيها لومة لائم، و إن جر عليه الوبال، و إن لم يفهم وجه الحكمة من التعاليم، بعد أن كان لديه الايمان المطلق بالتعاليم.

ثانيهما: إن هذه الصفة غير موجودة في عصر التمحيص و الامتحان، أو عصر الهدنة، في العدد الكافي للقيام بالدعوة الالهية. و من ثم يكون الشرط الثالث منخرما. فلا يكون القيام بهذه الدعوة واجبا و لا يوجد أي ضمان لنجاحها على تقدير القيام بها ... كما كان عليه الحال، في ثورات الثائرين في عصر الأمويين و العباسيين، فانها جميعا كانت تفقد الضمان للنجاح، فكان يكتب عليها الفشل، مهما قويت و اتسعت برهة من الزمن.

و بهذا نستطيع أن نتبين بوضوح، الأهمية البالغة للشرط الثالث الذي يريد اللّه تعالى بتخطيطه العام إيجاده في البشرية من خلال التمحيص، و ما هي النتيجة الكبرى التي سوف ينتجها، و ما هي الصفة التي يتحلى بها المخلص الممحص الذي يستطيع المشاركة في تطبيق العدل الكامل على العالم كله، بين يدي القائد المهدي (ع).

إذن، فهذه الشرائط في واقعها، هي شرائط الدعوة الالهية في كل حين.

و حيث لم تتوفر على مر العصور، لم تستطع هذه الدعوة شق طريقها المأمول في العالم‌


[1] البحار، ج 11، ص 139، عن المناقب لابن شهر اشوب.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 415
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست