responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 414

بعد عدم وجود الناصرين المؤيدين. و لتفصيل ظروف هذا القائد الممتحن الصابر مجال آخر.

و يأتي دور الامام الحسين بن علي (عليه السلام) بعد ذلك ... فتأتيه مئات الكتب من العراق، من الناصرين المؤيدين الثائرين على الحكم الأموي المنحرف ... فتتوفر له «الحجة بوجود الناصر» ... أعني الشرط الثالث، بعد توفر الشرائط الأخرى. فيشعر بوجوب قيامه بالدعوة الالهية و الثورة لطلب الاصلاح في أمة جده رسول اللّه (ص)، كما قال هو (عليه السلام)[1].

و إذ ينحرف عنه هؤلاء الناصرون، و ينخرم الشرط الثالث، نجد ما يترتب عليه من مأساة دموية كبرى في كربلاء ... عليه و على آله و أصحابه السلام.

فيعطي بذلك درسا خالدا من التضحية و الجهاد في سبيل الأطروحة العادلة الكاملة، ليكون موقفه محكا مقتدى، لمن يريد أن يكون من الناجحين في التمحيص الالهي الكبير.

و يأتي دور الأئمة المعصومين (عليهم السلام) المتأخرين عن الامام الحسين (ع) ... فيبدأ عصر الهدنة، كما سمعنا تسميته بذلك من قبلهم (عليهم السلام) ... و ذلك: باعتبار عدم توفر الشرط الثالث و انعدام الناصرين المخلصين، أو قلتهم عن المقدار الكافي للثورة.

و يتضح ذلك بجلاء من موقف الامام الصادق (ع) تجاه مبعوث الثورة الخراسانية إليه. الذي كان يقول له بأن الثائرين هناك أصحابه مؤيدوه، فلما ذا لا يقوم بالجهاد و المطالبة بحقه في الحكم المباشر ... قائلا: يا ابن رسول اللّه لكم الرأفة و الرحمة، و أنتم أهل بيت الامامة. ما الذي يمنعك أن يكون لك حق تقعد عنه، و أنت تجد من شيعتك مائة ألف يضربون بين يديك بالسيف.

فقال له (ع): اجلس يا خراساني رعى اللّه حقك. ثم قال: يا حنيفة، اسجري التنور، فسجرته حتى صار كالجمرة و أبيض علوه. ثم قال: يا خراساني قم فاجلس في التنور. فقال الخراساني: يا سيدي يا ابن رسول اللّه لا تعذبني بالنار، أقلني أقالك اللّه. قال: قد أقلتك.


[1] مقتل الحسين، ص 139.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 414
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست