نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 416
بالرغم من أن اللّه تعالى أنزل دينه لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ*.
و ستشق هذه الدعوة طريقها، و يتحقق مدلول هذه الآية الكريمة، في أول فرصة تتوفر فيها هذه الشروط. و ليس ذلك إلا عند ظهور الامام المهدي (ع).
و لو لا التخطيط الالهي لايجاد الشروط، باعتبار استهدافه لليوم الموعود، لأمكن عدم تحقق شيء من هذه الشروط في أي وقت من عمر البشرية الطويل.
و لكن اللّه تعالى، و هو اللطيف الخبير بعباده، شاء ان يتفضل على البشرية باليوم الموعود، و أن يربيها لأجل أن يزرع فيها بذور المسئولية تجاهه و إيجاد الشروط التي بها تستطيع تكفل مسئوليته.
الجهة الرابعة:
التخطيط الالهي الخاص بإيجاد القائد و كان للشرط الثاني حصته من التخطيط الالهي لليوم الموعود، و هو وجود القائد العظيم الذي يتكفل بعلمه و تعاليمه تطبيق العدل المحض الكامل على العالم كله.
و يكون ذلك على مستويين، الأول: بلحاظ إيجاد قابلية هذه القيادة في شخص القائد. و الثاني: باعتبار تكامل هذه القابلية لديه، باعتبار أطروحة محتملة سنذكرها و نحاول فهمها من الأدلة الاسلامية.
و من هنا يقع الكلام في تفاصيل هذين المستويين:
المستوى الأول:
في إيجاد القائد العظيم، بمعنى إيجاد الشخص القابل للقيادة العالمية أساسا.
ينحصر السبب لايجاد هذه القابلية في أي شخص، بعد وجود القابلية الذاتية فيه من ناحية نفسية و عقلية لذلك، ... ينحصر إيجادها بالتعليم و التثقيف من قبل شخص مطلع على أساليب هذه القيادة و قواعدها العامة.
فإن لم يكن على وجه الأرض قائد تام المواصفات، ليتكفل تربية من بعده من الأفراد ليصبحوا قوادا. و اقتضت المصلحة إقامة الحجة على البشر بإيجاد مثل هذا القائد ... سمح (قانون المعجزات) الذي سبق أن ذكرناه، بوجود معجزة الوحي لايجاد النبي القائد. فيكون المعلم و الموجه و المربي الذي يوجد من شخص النبي
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 416