responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 413

و استمر الفتح الاسلامي مبنيا على هذا الأساس ... و إنما بدأ الانحطاط و الضمور، مع الانحراف و قلة اخلاص المخلصين و عدم اندفاع المندفعين.

و نرى الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، إنما يأخذ بزمام الاصلاح في الأمة الاسلامية، حين يجد الناصرين المؤيدين، فيناجز الناكثين و القاسطين و المارقين من القتال. و لو لا ذلك، لم يكن الجهاد لازما عليه. كما نفهمه من قوله (عليه السلام): أما و الذي فلق الحبة و برأ النسمة، لو لا حضور الحاضر، و قيام الحجة بوجود الناصر، و ما أخذ اللّه على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم و لا سغب مظلوم، لا لقيت حبلها على غاربها و لسقيت آخرها بكأس أولها، و لألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عطفة عنز [1].

و إنما أخذ اللّه تعالى على العلماء ذلك، عند قيام الحجة بوجود الناصر، و هو عبارة عن توفر الشرط الثالث، الذي لولاه لما وجب على القائد الاسلامي تكفل القيادة، و لاعتزل علي (عليه السلام) هذا المركز الهام، و لم يغرّه ما فيه من منزلة و شهرة و مال.

و إنما أكد على توفر الشرط الثالث، باعتبار وضوح توفر سائر الشروط في دعوته (عليه السلام). و عدم وجود بوادر انخرامها إلا فيما يعود إلى هذا الشرط. فان دعوته مبدئية ذات قيادة، و هو بشخصه القائد ... و إنما كان (عليه السلام) يعاني من توفر الشرط الثالث ... حيث نراه في العهد الأخير من خلافته يخاطب أصحابه بأنهم ملأوا قلبه قيحا و يتمنى إبدالهم بخير من صرف الدينار بالدرهم. و هذا راجع في حقيقته و التأسف من ضعف الشرط الثالث يومئذ و عدم توفره بالنحو المطلوب ... للظروف التي كان يعيشها المجتمع يومئذ، مما لا مجال للافاضة فيه.

و حينما يتولى ابنه الامام الحسن (عليه السلام) مركز الخلافة، و القيادة، و يحاول مناجزة القتال للجهاز المنحرف الحاكم ... يتفرق عنه جيشه، و يستطيع معاوية شراء ضمائر قادته واحدا بعد واحد. حتى لم يبق للامام (ع) من جيشه ناصر ...

اضطر إلى الصلح مع معاوية ... و هذا في واقعه، رجوع إلى المحافظة على الدعوة المبدئية بعد انخرام الشرط الثالث ... أو الرجوع إلى التقية، بالمعنى الذي قلناه‌


[1] أنظر نهج البلاغة شرح محمد عبده، ط. مصر، ص 31 و ما بعدها.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 413
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست