responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 412

العالم ... و هو ما يصطلح عليه بالمبدإ في لغة العقائديين، ايا كانت وجهته.

فإذا كان للمبدإ قائد محنك قدير، و كان له من المؤيدين و المخلصين، المقدار الكافي لنشر دعوته، و من القواعد الشعبية المناصرة له المقدار الكافي أيضا ...

كتب لدعوته النجاح و التقدم لا محالة.

و أقصى ما تحاول الدعوات في العالم جاهدة لايجاده، هو إيجاد هذين الشرطين الأخيرين، بعد فرض كونها دعوات مبدئية ذات قيادة. و قد كرس التخطيط الالهي على تحقيقها أيضا، بعد أن أصبحت الأطروحة العادلة الكاملة بميلاد المهدي (ع) دعوة ذات قيادة.

و إن لم تستطع الدعوات إحراز هذه الشرائط، و بخاصة الشرطين الأخيرين ... كان ذلك سببا لتقهقرها و تقدم خصومها و مناوئيها. فاما أن تبقى في ميدان الجهاد و المجابهة حتى تفنى عن آخرها و تنقطع دعوتها بالمرة. و أما أن تأخذ بمسلك السرية و التكتم و مجاملة الناس. لأجل المحافظة على مبدئها و قواده ...

و هو المعنى الرئيسي للتقية، كما أوضحنا فيما سبق.

إذن فالتقية تقترن على طول الخط، و في جميع الدعوات في العالم، مع قصور هذه الشرائط عن ضمان النجاح ... كالمسلك الذي تطبقه الأحزاب المبدأية في العصور المتأخرة، من السرية و الكتمان ... و كما أمر به الاسلام في العصر الذي لم تتحقق فيه هذه الشرائط بالنسبة إلى الأطروحة العادلة الكاملة، و هو عصر ما قبل الظهور.

و على أي حال، فالدعوة الالهية، على طول الخط، كانت تدور مدار وجود هذه الشرائط و عدمها. و يتجلى ذلك بكل وضوح، في التاريخ الاسلامي. حيث نرى النبي (ص) كان ملتزما في أول دعوته بالسرية و التكتم أو «التقية» حينما لم يكن الشرطان الأخيران: الأنصار و المؤيدين متوفرين لديه. و لم يبدأ دعوته إلا بعد أن أحرز من محتوى الشرطين ما يكفي لضمان البقاء. و لم يبدأ بالحرب مع الأعداء، في أول غزواته في بدر، إلا عند ما حصل على العدد الكافي من الناصرين المندفعين بالحرارة العاطفية الثورية، التي قلنا أنها البديل عندهم عن الوعي و الاخلاص الممحص، لعدم توفر التمحيص الكافي بالنسبة إليهم.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 412
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست