نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 405
الفرضية الأولى:
أن يفترض أن هذا الفرد الواحد، يغزو العالم بمفرده.
و هو واضح الامتناع و البطلان، مهما أوتي الفرد من كمال عقلي و جسمي ...
بعد التجاوز عن الفرضية الآتية، و هو إيجاد المعجزة من أجل تحقيق النصر.
فإن قال قائل: بأن هذا القائد يبدأ العمل منفردا و يستمر به، حتى يحصل على عدد من الأصحاب و المؤيدين ... كما فعل النبي (ص).
قلنا: هذا معناه أنه لا يغزو العالم إلا بعد تحصيل المؤيدين و المناصرين ... لا أن يغزو العالم منفردا.
الفرضية الثانية:
إن هذا القائد يغزو العالم عن طريق المعجزة. و قد سبق أن ناقشنا ذلك مختصرا. و حاصل المناقشة تتلخص في جوابين:
الجواب الأول:
أنه لو كانت الدعوة الالهية على طول التاريخ، قائمة على إيجاد المعجزات من أجل النصر. لما وجد على وجه الأرض منذ خلقت أي انحراف أو ضلال، و لما احتاج الأمر إلى قتل و جهاد. في حين قدمت الدعوة الالهية آلاف الأنبياء و العالمين كشهداء في طريق الحق، بما فيهم الأئمة المعصومين (عليهم السلام)، و أوضحهم الامام الحسين (ع) في فاجعة كربلاء.
و لو كان الأمر كذلك، لما احتاج اليوم الموعود إلى أي تأجيل أو تخطيط، إذ يمكن إيجاده في أي يوم منذ ولدت البشرية إلى أن تنتهي. و لعل الأولى و الأحسن في مثل ذلك، أن يكون نبي الاسلام و هو خير البشر هو القائد العالمي المنفذ لليوم الموعود و الهدف الأساسي من خلق البشر. مع أنه لم يشأ اللّه له ذلك.
الجواب الثاني:
إن الدعوة الالهية على طول الخط، على التربية الاختيارية للفرد و الأمة، على السواء.
و ذلك: أنه بعد أن وهب اللّه تعالى للانسان: السمع و البصر، و الفؤاد يعني
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 405