responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 406

العقل و الاختيار، و هداه النجدين: طريق الحق و طريق الباطل، و حمّله مسئولية أعماله و الأمانة الكبرى التي رفضت السماوات و الأرض أن يحملنها، و حملها الانسان ... انه في هذا الجو تبدأ فكرة التمحيص.

و من المعلوم أن الايمان الممحص، و لو بشكله البسيط يكون أثمن و أرسخ من الايمان القهري ... فانه يتصف بالفحالة و الضيق، و في قلة الاستجابات الصالحة المطلوبة من قبل الانسان. و هذا الايمان القهري هو الذي يمكن أن ينتج من جو المعجزات.

إذن، فحيث تنتفي هاتين الفرضيتين، يتعين ما المطلوب، و هو احتياج القائد في تطبيق العدل على العالم إلى الناصرين و المؤيدين، لكي ينتشر بالجهاد انتشارا طبيعيا.

و تندرج في هذا الشرط، الصفات الأساسية التي يجب أن يتصف بها هؤلاء المريدون. ليكون هذا الشرط في واقعه: وجود المؤيدين على النحو المعين لا المؤيدين كيف كان.

إذ من المعلوم أن المؤيدين المصلحين، لا يمكن أن يقوموا بالمهمة المطلوبة، باعتبار ما تحتاجه من التضحيات الجسام التي تنبو مصالحهم عنها من أول الطريق.

و أهم ما يشترط في هؤلاء المؤيدين، شرطان متعاضدان، يكمل أحدهما الآخر، و يندرج تحتهما سائر الأوصاف:

أحدهما: الوعي و الشعور الحقيقي بأهمية و عدالة الهدف الذي يسعى إليه، و الأطروحة التي يسعى إلى تطبيقها.

ثانيهما: الاستعداد للتضحية في سبيل هدفه على أي مستوى اقتضته مصلحة ذلك الهدف.

و بمقدار ما يوجد في نفس الفرد من هاتين الصفتين، يكون الفرد، قابلا للعمل الاجتماعي العام و الجهاد في سبيل الحق. و التكامل فيهما هو الذي ينتج عن التمحيص الالهي. و وجودهما في العدد من الناس الكافي لغزو العالم و تطبيق الأطروحة العادلة الكاملة فيه ... الذي هو الشرط الثالث للظهور ... هو النتيجة التي تحصل عن التخطيط الالهي. لليوم الموعود. كما سبق أن عرفنا.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 406
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست