responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 403

و الشعور بالمسؤولية و التدقيق في الأمور، بحيث يتحصل بانضمامه إلى غيره ذلك الرأي العام المتفق عليه، القابل للقيادة. و هذه الصفة لم تصبح غالبة في الأفراد على طول الخط التاريخي الطويل لعمر البشرية تجاه أي مبدأ من المبادئ فضلا عن العدل الكامل. و في دولة محدودة، فضلا عن أفراد البشرية في دولة عالمية.

و هذا أمر وجداني يعيشه كل فرد منا بالنسبة إلى ملاحظة أنحاء الفشل و الاضطرار إلى التعديلات المتوالية في الدول و السياسات العامة، مهما كانت قيادتها شخصية أو جماعية. و لم تنجح أي ديمقراطية جماعية لحد الآن من الخطأ و الزلل، بل العمد في أكثر الأحيان.

و إنما نقول بامكان ذلك: في مورد واحد، و هو أهم الموارد و أعظمها، و هو أن هؤلاء الأفراد المخلصين الممحصين الذين عرفنا بعض صفاتهم و أساليب تمحيصهم و تربيتهم، إذا قاموا بمهمة يوم الظهور و تمرنوا على الحكم و اطلعوا اطلاعا واسعا و مباشرا على دقائق و حقائق الأوضاع في العالم ... فيومئذ يكون ما يتفقون عليه رأيا كاملا ناضجا قابلا للمشاركة في قيادة العالم على وجود الحقيقة ... و مع استمرار التربية بين يدي المهدي (ع) يكون هذا الرأي العام (معصوما) عن الخطأ لا محالة.

و هذا المستوى هو المشار إليه بقوله تعالى: وَ أَمْرُهُمْ شُورى‌ بَيْنَهُمْ‌. و هو الذي يعتمد عليه المهدي (ع) و يدخل في التخطيط الالهي في قيادة العالم بعد وفاة المهدي (ع).

و هذه الشورى ليست في الإسلام للمجتمع الناقص أو المنحرف أو الكافر.

و إنما تكون للمؤمنين الكاملين‌ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَ الْفَواحِشَ، وَ إِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ. وَ الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ، وَ أَمْرُهُمْ شُورى‌ بَيْنَهُمْ، وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ‌ [1].

فإذا استطاعت الأمة بالتربية الموسعة المتواصلة، تحت القيادة الحكيمة، أن يصل كل أفرادها أو جلهم إلى مثل هذه المرتبة العليا من الكمال، كان الرأي العام المتفق عليه، للأمة الاسلامية كلها «معصوما» لا محالة، و يكون اجماعها سهل‌


[1] الشورى: 42/ 37- 38.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 403
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست