responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 390

النقطة الثالثة:

قوله (ع)- في تلك الرواية-: و قد علم اللّه تعالى أن أولياءه لا يرتابون. و لو علم أنهم يرتابون لما غيب عنهم حجته طرفة عين. و هو تعبير ورد في عدة روايات‌ [1].

نفهم من ذلك: أن الارتياب و الشك بوجود المهدي (ع) أثناء غيبته ناشئ في واقعه من الانحراف و الفساد الموجود في هذا العصر، و أما لو خلي الفكر الانساني المستقيم و نفسه لما رقى إليه الشك.

و نحن و إن كنا قلنا أن طول الغيبة سبب للشك بحسب طبيعة البشر لكونها من الأمور غير المعهودة في ربوعهم. إلا أن الشخص الذي يربط الأمور بمصدرها الحقيقي الأول، تبارك و تعالى، و يعرف قدرته الواسعة و حكمته اللانهائية، لا يستبعد عليه التصدي لحفظ شخص معين أمدا طويلا، لأجل تنفيذ العدل في اليوم الموعود. بل يرى أن ذلك لازم و متعين بعد قيام البرهان على وجود الغرض الأصلي من الخليقة، و على حقيقته. و انحصار تحقق هذا الغرض بهذا الأسلوب. بحيث لو لم تكن هناك أي رواية تدلنا على وجود المهدي، لكان اللازم على الفكر الانساني أن يعترف به.

و إنما الذي يمنع من ذلك، و يزرع في طريقه المصاعب و المتاعب، هو الانحراف الفكري، و خاصة إذا وجد لدى بعض القواعد الشعبية الذين بني مذهبهم على الاعتزاز بوجوده و التسليم بإمامته.

و من هنا نرى أن أولياء اللّه الممحصين الذين ليس للفتن طريق إلى قلوبهم و لا للضغط و الظلم طريق إلى قوة إرادتهم ... لا يرقى إليهم الشك في المهدي (ع).

لأن العوامل النفسية و الموانع المنحرفة لذلك غير موجودة لديهم. فيبقون على الفطرة التي فطر اللّه الناس عليها، من الايمان بقدرته و حكمته، فيسلمون بنتيجة الدليل القطعي الدال على وجود المهدي.

و من هذا المنطلق نعرف، أنه لو لم يكن الفكر الانساني مدركا لذلك، بحيث أمكن سراية الشك إلى أولياء اللّه تعالى ... لما غيب اللّه عنهم حجته طرفة عين.


[1] أنظر إكمال الدين المخطوط و غيبة النعماني، ص 83- 84.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 390
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست