نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 389
المقدمة الأولى:
ما عرفناه الآن، من تضاعف المسئولية في ذلك العصر، عنه في عصر الغيبة الكبرى، و هذا في العصيان الاعتيادي، فكيف بمطاردة الأئمة (ع) و قواعدهم الشعبية، مع علم الحكام بأن الحق إلى جانبهم.
المقدمة الثانية:
إن المراد من قوله- في الرواية-: إذا افتقدوا حجته .. النظر إلى أول الغيبة، فقط. لأن الافتقاد أو الغيبة إنما حصل في ذلك الحين، و أما ما بعده من الزمان، فهو استمرار لذلك المعنى، و ليس افتقادا آخر.
فينتج من المقدمتين: ان المراد هو اشتداد غضب اللّه تعالى على الحكام، في مبدأ الغيبة الصغرى، حيث كانوا يطاردون أولئك الذين يعرفون أن الحق إلى جانبهم. و يعصون ما يفهمونه من الحكم الاسلامي الصحيح.
فان ناقشنا في المقدمة الثانية، و قلنا بشمول التجيس لكل عصر الغيبة الكبرى. باعتبار المقابلة بين الفقرتين في الرواية. فانه (ع) يقول: أقرب ما يكون العباد إلى اللّه عز و جل ... إذا فقدوا حجته ... و أشد ما يكون غضب اللّه على أعدائه إذا افتقدوا حجته ... الحديث. و حيث علمنا أن جانب الرضا شامل لكل عصر الغيبة، و غير خاص بأولها، نعلم أن جانب الغضب شامل لجميعها أيضا.
و هذا الكلام وجيه إلى حد كبير، و مطابق مع التخطيط الالهي. لما عرفناه من أن التمحيص حين ينتج نتائجه النهائية في آخر عصر الغيبة الكبرى. يكون الناس على طرفين متناقضين: قلة شديدة الايمان قوية الارادة إلى درجة عظيمة، و كثرة شديدة الانحراف و العصيان إلى درجة كبيرة. فهذا هو ما تشير إليه هذه الرواية.
إذ يكون القرب الالهي و الرضا عن أولئك القلة، و يكون الغضب الشديد على المتطرفين، من هؤلاء الكثرة.
و أما من خلال هذا العصر، فمن الواضح، أن التمحيص كلما سار قدما و تصاعد درجة، ازداد إيمان المؤمنين و انحراف المنحرفين معا. و تصاعد الرضا و الغضب المشار إليه في الرواية، بشكل متدرج مقترن.
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 389