responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 376

قلنا: كلا. فان الشهادة التي نالها الأغلب في بدر و احد، كانت باعتبار الاندفاع الثوري و الوهج العاطفي الحراري الذي أوجده رسول اللّه (ص) في مجتمعه. كما سبق أن عرفنا. و مثل هذا العمل و إن كان يمثل نجاحا كبيرا في التمحيص الاختياري، إلا أنه لا يمكن أن يكون سببا لتربية الفرد و تكامله، و دقة تمحيصه ... فان ذلك ما يحتاج إلى زمان طويل و تسلسل تدريجي بطي‌ء، و تكامل متواصل ... و لا يمكن للفرد أن يقفز دفعة واحدة إلى الكمال، مهما كانت الظروف التي عاشها صعبة و متعبة.

و مثل هذه التربية البطيئة، يمر بها الفرد المسلم بل الأجيال المسلمة في عصر الغيبة الكبرى، بشكل أطول و آكد بكثير مما مر به أصحاب رسول اللّه (ص) خلال عقدين من الزمن. و ستنتج نتائج أوسع و أعمق و ذات مستويات أكبر مما نتج بالنسبة إلى الأغلب ممن عاصر النبي (ص). كما استطعنا أن نتبين خطوطه العريضة فيما سبق من البحوث.

و بذلك نستطيع أن نفهم سائر الروايات الواردة في فضل الصامدين على الحق المنتظرين لليوم الموعود.

منها: ما رواه الصدوق في الاكمال‌ [1] عن الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام)، أنه قال- في كلام له عن المهدي (ع)-: له غيبة يرتد فيها أقوام، و يثبت على الدين فيها آخرون. و يقال لهم: متى هذا الوعد إن كنتم صادقين. أما أن الصابر في غيبته على الأذى و التكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول اللّه و آله الطاهرين الأخيار.

و ما أخرجه البرقي في المحاسن‌ [2] عن الإمام الصادق (ع)، قال: من مات منكم على أمرنا هذا فهو بمنزلة من ضرب فسطاطه إلى رواق القائم، بل بمنزلة من‌


[1] أنظر المصدر المخطوط.

[2] ج 2، ص 172 ..

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 376
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست